حسن المياح||
(حتى تكون الشركة رصينة وجاذبة ومؤهلة ومنافسة ولها الحظوة في الكسب, أن تتمتع بكامل الشروط, وشامل المؤهلات, وتمام الكتمان والسرية, حتى يطمئن منها, أنها شركة رصينة تستحق أن ترسى عليها العقود الكبيرة والمشاريع العملاقة, لرصانتها ورتابتها وترتيبها المهذب اللائق الأمين الهاديء الساكت الذي لا يهذي ولا يولول ولا يشرشب.)
يقولون أن اكل الطعام يحلو ويزداد الإقبال عليه مذاقآ وطيب تناول لهمآ قالعآ , ونهمآ ناسفآ , لما تكون هناك معه مقبلات, محفزات, مهيئات, معدات..وهذه المقبلات بالنسبة للحصول على العقود الدسمة والمشاريع السمينة هي دفوعات الرشى, ودفعات الكومشنات, التي ترطب الجو وتبلله, وتجعله منعشآ طازجآ, حيث تهب منه رياح الصبا الباردة العليلة المنشطة المريحة, وليس ريح الخماسين المزمجرة الصارخة الزاعقة المزئرة لهاث تحذير من عقاب قالع كاسح.
ريح الصبا نسمات هواء معطرة باردة; وريح الخماسين رياح عاصفة قاتلة قالعة, مانعة لاهبة محرقة, شديدة متوعدة ناسفة, عاصفة قاتلة ماحقة.
وتلك هي العقود التي منها ترهب وتتطاير, وتهرب وتتناثر, وتلك هي المشاريع التي منها تنهب وتوهب, لأن العقد والمشروع يبحث عن أرض خصبة, وجو رومانسي هاديء حالم خلاب..وذلك هو جو ريح الصبا الهابة بنعومة وإنسياب يفوح منها عطر ياسمين وقرنفل خلاب!
ولمثله فليعمل المرابون المبرطلون الراشون, مصاصو دم الشعب العراقي المتمثل بنهب ثرواته وخيراته من خلال قومسينة الرشى ودفع الأتاوات المفروضة مكيافيلية من المال السحت الحرام على شكل كومشنات وتلطيفات جو وإراحة نفس وسرور قلب مسؤول فاسد واهب العطاء ملكية, لا أنه موظف مكلف خادم بأجر وثمن راتب شهري يستحقه آخر الشهر على حسن الأداء وحفظ الأمانة بإخلاص ووفاء.
تلك هي مؤهلات الشركات التي يحق لها أن تدخل مارثون التنافس, المتأملة الحصول على حظوظ نيل قصب السبق في جني الثمار المتمثل في إرساء العقود والمشاريع عليها, لما تستوفي كامل الشروط بهدوء وخفاء , وطمأنينة وسكينة , بلا إزعاجات أو إثارة وتقافز موجات تراب متصاعدة , تفسد الجو تلوثآ وضجيجآ وزعاقآ وعفونة.
والله يحب الساترين..فلا وصوصة ولا تغريدة, ولا زقزقة ولا تنهيدة, ولا همهمة ولا تعويذة.
https://telegram.me/buratha