المقالات

جَلْجَلت الصواريخ في كفِّ علي (ع) يوم خيبر..حتى أُطلِقَت من كفِّ الخامنئي

1143 2021-05-12

 

حازم أحمد فضالة ||

 

    ريشة الولي الفقيه ترسم الجيوإستراتيجيا الجديدة، وتؤسس المعادلة الكبرى في غرب آسيا والعالم، معادلة تُلحِّنها الصواريخ الباليستية والمُسيَّرات الدقيقة، التي تُحلِّق بوقود الكرامة وعِزَّة الإسلام وبأس آل محمد (صلى الله عليه وآله).

    الصواريخ والمُسيَّرات التي كانت قد جَلْجَلَت في كفِّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم اقتلع باب خيبر، ظلت تنمو في عزيمة الرجال والنساء، حتى فجْر الثورة الإسلامية على يد الإمام روح الله الخميني (رضوان الله عليه)؛ إذ شَمَخَت للوجود، ومن يومها بدأت القصة!.

    الإمام الخامنئي -أعزَّهُ الله- يصنع المتغيَّر وينطلق منه، سوف نستعرض بعض هذه المتغيرات التي أسقَطت ما دونها؛ لأنها كانت الأبعد والأصعب، والبُعد أحيانًا ليس مكانيًا، لكنه إستراتيجي ظل خارج دائرة قواعد الاشتباك، حتى أقحمه الإمام الخامنئي -أعزَّهُ الله- في قبضة القواعد التي يُهيمن عليها محور المقاومة:

١- بتاريخ: 22/آيار/2020، الجمهورية الإسلامية تكسر الحصار الأميركي عليها وعلى فنزويلا، إذ تصل أساطيلها المحملة بالمشتقات النفطية والأدوات الاحتياطية والمواد الغذائية والزراعية... إلى شواطئ فنزويلا ليستقبلها الرئيس نيكولاس مادورو.

    الأساطيل الإيرانية التي عبرت من: الخليج الفارسي ومضيق هرمز، مضيق باب المندب والبحر الأحمر، قناة السويس والبحر المتوسط، مضيق جبل طارق إلى الأطلسي، ومِنْ ثَمَّ البحر الكاريبي حيث فنزويلا، هذه الأساطيل التي كانت جولتها الأولى حول القرن الإفريقي ورأس الرجاء الصالح؛ كانت قد هَزَمت الأساطيل الأميركية الإستراتيجية في البحار التي كانت على طريقها، وهي:

أولًا: الأسطول الخامس الأميركي، الذي مقره في (البحرين - المنامة)، ومسؤوليته تُغطّي الخليج الفارسي، وأجزاء من المحيط الهندي، وبحر العرب، والبحر الأحمر.

ثانيًا: الأسطول السادس الذي يتمركز موقعه الرئيس في (إيطاليا - نابولي)، ومسؤوليته تُغطّي: البحر المتوسط، وأوروبا، وإفريقيا.

ثالثًا: الأسطول الرابع الأميركي، الذي يقع مقره الرئيس في (ولاية فلوريدا الأميركية)، وتُغطّي مسؤوليته جنوب المحيط الأطلسي، والبحر الكاريبي، وما يحيط بأميركا الوسطى، وأميركا الجنوبية، هذا الأسطول الرابع الأميركي هو المسؤول عن حماية مصالح أميركا في جنوب الأطلسي، ومسؤول عن تطبيق قوانين القرصنة الأميركية (Letter of Marque) في البحر الكاريبي والأطلسي، قوانين القرصنة المحمية بالمحكمة الأدميرالية الأميركية:

‏(Court of Admiralty)، وهُزِمَ خاسئا.

    هذا الاستهداف الأبعد الأصعب، الذي ثبَّتته الجمهورية الإسلامية، جعل -بالضرورة- كل حصار دون هذه المسافة غير معترف به بالنسبة لإيران، وصعب جدًا على أميركا الحفاظ على تماسكه ومنع إيران أن تخترقه؛ ولأجل ذلك تلاشت قيمة (قانون قيصر) الذي أقرَّته أميركا ضد سورية أولًا وبالذات، وعَرَضًا على لبنان.

    فلسفة الولي الفقيه هنا هي: إنَّ باستهداف الأصعب الأبعد سوف يذلّ ما دونه بعد إرغام الأميركي ومحوره أن يبلعوا الاستهداف الأول، وإلا سيدفعون ثمنًا باهظًا مضاعفا!.

٢- بتاريخ: 21/كانون الثاني/2021، استهدف الإرهابُ السعودي العاصمةَ بغداد بتفجير مزدوج، احتفلت إسرائيل بذلك؛ مشجعةً بايدن للبقاء في العراق، لكن المتغيِّر الذي حدث هو: (ألوية الوعد الحق)؛ إذ استهدفت المقاومةُ الإسلامية (قصر اليمامة - قصر الحكم السعودي) في قلب الرياض استهدافًا بالمُسيَّرات فأصابته إصابةً دقيقة، مع فشل منظومات الرادار والدفاع الجوي بمعالجة هذه المُسيَّرات المباركة، وأُخرِسَ السعودي في فجر: 23/كانون الثاني/2021.

    هذا المتغيَّر يمثل استهدافًا إستراتيجيًا؛ إذ عندما يكون قصر الحكم السعودي في دائرة الاستهداف، وضمن قائمة الأهداف للمقاومة الإسلامية، فإنَّ أيّة مؤسسة، أو موقع آخر في السعودية هو ضمن الأهداف المشروعة، وعلى السعودية وآل سلمان أن يبلعوا الضربة، وإلا فإنَّ المقاومة الإسلامية ستساوي قصر الحكم والعائلة الحاكمة السعودية بالأرض.

٣- بتاريخ: 22/نيسان/2021، صاروخ نوع (فاتح-110) إيراني، يُطلَق -من سورية- لأجل أن يسقط وينفجر قرب محيط (مفاعل ديمونا) الإسرائيلي بأرض فلسطين المحتلة على قاعدة (صوِّب لتخطئ)!

    كان هذا الاستهداف كذلك يمثل الأصعب الأبعد إستراتيجيًا، إذ فهم الصهاينة بأنَّ مفاعل ديمونا الذي يمثل قلبهم النابض صار عمليًا بقبضة محور المقاومة الإسلامية؛ ولأجل ذلك فإنَّ كل ما دون (القلب النابض) عندما يُستهدف غدًا على الصهاينة أن يبلعوا الضربة وإلا سيُسحَق ديمونا!.

    والآن، انظروا لصواريخ المقاومة الإسلامية في فلسطين وهي تتساقط على رؤوس الصهاينة، مئات الصواريخ تُطلَق في كل رشقة فلسطينية على الصهاينة، لا الأميركي يستطيع أن يتدخل، ولا الأوروبي، ولا الخليجي ذليل التطبيع والعمالة، لا يستطيعون بسبب معادلة الأبعد والأصعب، ومعادلة الصبر الإستراتيجي وما بعد الصبر.

    الإمام الخامنئي -أعزَّهُ الله- يعيد ترتيب خارطة العالم جيوإستراتيجيًا، خارطة تفرض أممًا متحدةً جديدة، ومجلس أمنٍ جديد؛ تكون الجمهورية الإسلامية بقلبه، حاميةً ومُشرِّعةً لمحور المقاومة، أما الأميركي فهو خارج غرفة التحكم، يحاول إخراج الأصابع من عينيه.

    هكذا تعلمت أميركا وأوروبا وإسرائيل والسعودية والإمارات... درْسَ ولاية الفقيه، هكذا تعلموا الأدب والخنوع لقواعد الإشتباك بريشة الولي الفقيه الذي ملكَ الجبل، والذي يملك الجبل يملك السَّهل والوادي، وما النصر إلا من عند الله.

 

والحمد لله ربِّ العالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك