حسن المياح ||
قبل أن يبدأ مارثون الغدر والخداع , والتأليف والتطبيع , شرعت نيران الطمع والجشع , والشره واللغف تتأجج سعيرآ لامظآ جاذبآ ,لإستواء القرص على عجل دون إمهال أو تسويف, أو تأخير أو توظيب, لأن الطبخ جاهز معد , مقرر منفق عليه من مال السحت الحرام الذي نهبوه لما كانوا حاكمين ومتسلطين , وكان بيدهم مفاتيح قرار فتح الخزائن الحكومية التي عليها يجلسون ويتسلطون ..
نعم أكيد, وأجل مؤكد, وبلى بكل إصرار وعناد , وعزم وتصميم , وإقدام وجسارة , لقد تهيأ وتعبأ , وإستعد وتحزم الفاسدون واللصوص المجربون الناهبون للتحالف على شكل تكتلات لنهب ما تبقى من ثروات العراق وشعبه المظلوم الواجم المكلوم المحروم .
يعلنوها صراحة وبكل إفتضاح وهم يفخرون ويتفاخرون , ولا زال سربال اللباس الذي به يتخفون هو هو خداعآ وغشآ , وإستهزاءآ وإستخفافآ بالشعب . والعجيب الأعجب الذي يذهل ويوجف , ويربك ويزعج , ويؤلم ويوجع , أن الشعب مصدقهم , لا من جهل ولا من إستجهال , ولا من هبل ولا من إستهبال , ولكن من معرفة ومن درية , ومن معاناة ومن حرمان , ولا زال يثق بهم من لما انقض غزله من بعد قوة أنكاثآ , والعزم ضعفآ , والآمال تبخيرآ, وبالرغم من إجرامهم وتجويعهم له , ولذع سياط عذابهم الذي أنزلوه عليه , والذي لسع عقله حرقآ , وذهنه شويآ , وإرادته تخديرآ , وضميره تجميدآ وتبخيرآ , وبطونهم جوعآ متبوعآ بقحط وتقشف , وجعل أفئدة أفراد الشعب هواءآ صفيرآ لا تتذكر الماضي وآلامه , ولا تعي الحاضر وويلاته ونكباته وعذاباته , ولا تقدر لما هي مقبلة عليه من مستقبل مظلم تعيس جاف غليظ , ولا تحسب لما ستكون عليه من أحوال ووجودات خاوية خاسرة تتحسر على ما فاتها من فطنة وإنتباه , وتقدير أمور وإسترجاع حقوق مضيعة .
هكذا يبيع الشعب نفسه ووجوده , وهكذا يبتاع بثمن بخس دراهم وأوهام معسولة كاذبة زائفة خادعة مخدرة .
وهذا هو الإستغفال, وذلك هو المغفل, وأولئك هم المجرمون الذين يستغفلون .
https://telegram.me/buratha