حسن المياح ||
الشعب المائع الهزال , اللاواعي واللامثقف واللامحصن
لما يهزل المستوى الثقافي بغياب الوعي المستنير, فإن الجو خصب لظهور التافه, والسطحي وكل ما هو سخيف وتبرير هابط رذيل, وما قشر من الأشياء التبخرة الطائرة وصغائر الإهتمامات وسفاسف الأمور .
والشعب الذي يكون معدن وجوده وأساس إجتماعه من هذا الهزال المتراكم المتجمد المتحجر , فإقرأ على ثبات عقيدته ورسوخ إيمانه والتمسك بوطنيته والإعتزاز بكرامته السلام والعفا, وذلك لأن قاعدته هواء , وسقفه مكشوف عريان بلا غطاء أو وطاء , وأنه هراء هواء .
وتلك هي الشعوب الضعيفة المنخورة المستضعفة التي يستحمرها الغزو, ويستسهلها الإستعمار, فتنهب خيراتها وثرواتها , لأن أفرادها ركود جمود , مصابون بوباء العجز والكساد , ومبتلون بمرض اللامبالاة وفيروسات الكسل وجراثيم السكون والقعود .
وأولئك هم الخشب المسندة , حطب النار , وحصب جهنم التي هي هم , وأنهم بها موعدون إشتعالآ وإحتراقآ, بعدما كانوا كتل ثلج صاكة متراصة جامدة .
بلا عقيدة تشتعل, ولا وطنية تتحرك , ولا ضمير ينبض , ولا إرادة تحيى , ولا مسؤولية يتحملوا , ولا هم للتكاليف الإلاهية مؤدون .
ولذلك فعليهم من الله سبحانه وتعالى كل ما يستحقون , ومن الناس أشد وأتعس ما يستحقون.
وما النصر على الأعداء والطواغيت الأصنام , والفراعنة الأوثان , والمعتدين السافلين, والتحرر من سلطان الشيطان الغاشم , والبله الناقم , والوعي المنحرف الهابط , والثقافة المسخ , والمكر الخادع, لا من عند الله العزيز الحكيم ......
ونموذج من هذا الركام الجاثم والصدأ المتجمع الراكد هو التلويح بهواية وهوى إقامة مهرجان دورة رياضة لعبة كرة قدم الذي أنسى الشعب شهداءه ومفقوديه وجرحاه , وتنازل عن جراحاته وعذاباته وآلامه ومظالمه , وكأن لم يكن شيئآ قد حدث وحصد , ودمر وأفسد , وأجرم وقتل , ونهب وسرق , وداس الكرامة وأذهب المروءة والسؤدد.
https://telegram.me/buratha