جمعة العطواني ||
كثرت ردود الافعال حول تكريم ودعم وزارة الثقافة العراقية للشاعر ( الملحد) سعدي يوسف، وبخاصةٍ لدى الراي العام العراقي على اعتبار ان هذا الشاعر ( الكافر ) بكل الثوابت الاسلامية ابتداءا من التوحيد الى النبوة فضلا عن القران الكريم وائمة اهل البيت ، اما كتاباته على المرجع الاعلى السيد علي السيستاني فانها تمثل قمة الانحطاط الاخلاقي والذوق الأدبي.
يتصورُ الكثير ان اعتذار الوزير للتكريم الذي صدر لهذا الشاعر الماجن يكفي لرد الاعتبار لمشاعر الملايين من ابناء الشعب العراقي المسلم، ناهيك عن مئات الملايين من الشعوب الاسلامية .
الموضوع بالتاكيد ابعد من ذلك، فان هذا التكريم لم يكن جهلا من الوزير بالحاد الشاعر وكفره، وليس غباءا منه بردود فعل الشارع والمجتمع العراقي ، واعتذاره المتأخر ليس عفويا.
ان هذا التكريم لهذا الملحد وتأخر الاعتذار هو سيناريو معد بشكل محكم، يراد منه ترويض العراقيين على قبول مظاهر الإلحاد وتكريم المبدعين منهم، تحت شعار ( الوطنية العراقية العابرة للانتماء الديني) .
هذه الفكرة سوف تستمر في المستقبل، وعلينا ان نستعد في قادم السنوات لتكريم شاعر اخر او فنان او اي كاتب من جماعة ( مثليي الجنسية) ، وسوف يكون نفس التبرير انه( قامة وطنية ومبدع عراقي رفع اسم العراق في المحافل الدولية )، اما الإلحاد والمثلية الجنسية ( اللواط) فانها حرية شخصية واعتقاد ضمنه الدستور ، ولا تسقط عراقية هؤلاء المنحرفين واللوطية.
هذه ( الهوية الوطنية) التي يريد الكثير من السياسين العلمانيين والناشطين المدنيين، لمحاربة الدين وثوابته ، والاعراف الاجتماعيةِ وتقاليدها.
ربما يستغرب البعض من دعم بعض السياسين العلمانيين وبعض الناشطين المدنيين لهذا السلوك الداعم للانحراف تحت شعار ( مبدعون عراقيون).
لكن من يتابع البعض ممن ينسبون أنفسهم لحوزة النجفِ الاشرف، وتحديدا جواد الخوئي الذي يدعو ليس الى فصل الدين عن السياسةِ، بل يدعو الى رفض الدولة المتدينة، ويطالب بابعاد الدين والتربية الاسلامية عن المناهج الدراسية ، ويريد ( حجر) الدين في المسجد والبيت ، اما الدولة فهي لا دينية، بمعنى ان الدولة ( علمانية)، وكل ما تشرعه الدودة يجب الالتزام به ومحاسبة المخالفين له .
فاذا كرمت الدولة ( الملحدين واللوطية) فيحب ان نحترم قرار الدولة ، ولو فرضنا ان الدولة فرضت السفور لاي سبب كان يجب على الناس احترام قوانين وقرارت الدولة وفق نظرية جواد الخوئي ( الابراهيمي - التبشيري).
جدير بالذكر ان جواد هذا يدير مؤسسة عملاقة تم بناؤها في لندن وبعض الدول الاخرى في زمن المرجع الاعلى السيد ابو القاسم الخوئي( قدس)، وبأموال الحقوق الشرعية، وعلينا ان نتصور حجم الهدم الدي يقوم به جواد الخوئي المرتبط بالحكومات البريطانية والأمريكية، واحد اهم الداعمين لمشروع( ابراهام ) التطبيعي .
كما ان علاقة جواد الخوئي مع وزير الثقافة الحالي وبعض كبار حكومة الكاظمي لها مدخلية في تكريم الشاعر الماجن والملحد .
نعم هذه حلقات متصلة فيما بينها ترتبط كلها بالمشروع التدميري للاسلام الاصيل، لكنه يطبخ على نار هادئة ريثما تنضج( الطبخة ) بعد سنوات .
بالمقابلِ فان وعي المجتمع العراقي المسلم الاصيل وردة فعله وغيرته على دينه جعلت الوزير يتراجع ولو بعد فوات الاوان ، مثلما ان وعي وحكمة وبصيرة المرجع الاعلى السيد السيستاني ( دام ظله) اسقط ما بايدي جماعة مشروع ( ابراهام ) اثناء زيارة البابا الى العراق .
واخيرا ربما يعتقد البعض ان جواد الخوئي هو حفيد المرجع السيد الخوئي( قدس) ، ولا يُعقَل ان يصدر منه هكذا مواقف، لكن ما يشفع لنا في هذا المجال ويؤكد صحة ما ذكرناه هي لقاءات جواد نفسه في اكثر من فضائية وتأكيده على ( لا دينية الدولة)، وقبل هذ افان انتساب الحفيد جواد للمرجع الاعلى السيد الخوئي ( قدس) لا يشفع له ذلك، بدليل ان بعض ابناء الانبياء لم تشفع لهم أبوة الانبياء من الانقاذ من الهلاك والانحراف ، فالقران الكريم يحدثنا عن ابن نوح ( على نبينا واله وعليه السلام)، حيث يخاطب الباري عز وجل نبي الله ابراهيم ( على نبينا واله وعليه السلام ) قائلا( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ / هود(46)
https://telegram.me/buratha