المقالات

السّيستانيّ أمّةٌ في رجلٍ

1973 2021-04-23

 

أ.د علي الدلفي ||

 

يقولُ العلّامةُ الأستاذُ الدّكتورُ مُحمّد حُسَين الصّغير في كتابهِ: (المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُليا في النّجفِ الأشرفِ مسيرةُ ألفِ عامٍ) مادحًا سماحةَ المرجعِ الدّينيّ الأعلىٰ السَّيِّدِ عليِّ الحُسينيِّ السّيستانيّ (دام ظلّهُ الوارف):

 "هذا العَلَمُ الشّاخصُ واللّواءُ الخفّاقُ لا يُفرِّقُ علىٰ الإطلاقِ بينَ مذاهبِ الإُمَّةِ الإسلاميّةِ وطوائفها المتعدِّدة، بَلْ قَدْ يذكرُ آراءَهُمْ العلميّة في (البحثِ الخارجِ العاليّ) في الفقهِ والأصولِ؛ كما سمعتُ ذلكَ مِنْهُ مشافهةً علىٰ منبرِ تدريسهِ العاليّ؛ وهو لا يُميِّزُ بينَ طبقاتِ الشّعبِ العراقيّ وفصائلهِ المذهبيّةِ والعِرقيّة كافةً؛ ويريدُ إقامةَ صرحِ العدلِ الاجتماعيّ الصّادقِ في ضوءِ تعليماتِ القُرآنِ الكريمِ والسُّنّةِ الشّريفةِ؛ وهو يُريدُ تطويرِ العلاقاتِ الاجتماعيّةِ المُعمَّقةِ بينَ أطيافِ هذا التّلوينِ الدِّينيّ والقوميّ وأشكالهِ الأخرىٰ للتعبيرِ عَنْ وحدةِ الأُمَّةِ في ضوءِ وحدةِ القيادةِ الواعيةِ؛ وهو يصدرُ في هذا المنطلقِ عَنْ وعيٍّ سياسيٍّ مُتحضِّرٍ خارقٍ يجمعُ بهِ كلمةَ العراقيّينَ في الالتفافِ الذي يوحِّدُ صفوفهم؛ ولا يدع ثغرةً للاستعمارِ العالميّ يَنْفَذُ مِنْ خلالها لاختراقِ مقدَّراتِ الشّعبِ العراقيّ والهيمنةِ علىٰ استراتيجيّةِ أبعادهِ المتشعِّبةِ ثقافيًّا؛ وماليًّا؛ وفِكريًّا؛ وتجاريًّا؛ ونفطيًّا؛ وهو الهدفُ الأوَّلُ والأخيرُ".

لَقَدْ استطاعَ السَّيِّدُ السِّيستانيّ أنْ يُكتّفَ أيدي الاحتلالِ ويُضعّفَ سطوتهم مِنْ بعد (٢٠٠٣م) بواسطةِ فرضِ شكلِ النّظامِ السّياسيّ الجديدِ الذي جاءَ علىٰ خلافِ ما أرادهُ الاحتلالُ؛ وكتابةِ الدّستورِ العراقيّ بما يلائمُ مبادئ السّلمِ الأهليّ والعدالةِ الاجتماعيّةِ وعقائد النّاس وشعائرهم؛ مِنْ أجلِ حفظِ هيبةِ الإسلامِ ونصرِهِ... إلىٰ غيرِ ذلكَ مِنَ المواقفِ الوطنيّةِ الخالصةِ؛ وَمَنْ يريدُ أنْ يطّلعَ علىٰ كُلِّ ذلكَ وأكثر عليهِ بقراءةِ كتابِ (النّصوص الصّادرة عَنْ سماحةِ السّيّد السّيستانيّ في المسألةِ العراقيّةِ) للأستاذ حامد الخفّاف؛ وقتها كُنَّا نستشعرُ صدمةَ الاحتلالِ بسببِ خطاباتهِ السّياسيّةِ وبياناتهِ الاجتماعيّةِ والتّواصليّةِ وفتاواهِ العظيمةِ التي نظّمتْ العراقيّينَ ووجّهتهم الوجهةَ الصّحيحةَ لحفظِ وحدةِ العراقِ وكرامتهِ. إنَّهم تفاجأوا بحكمتِهِ وبصيرتِهِ وآرائهِ السّياسيّةِ السّديدةِ النّابعةِ مِنْ فكرةِ سيادةِ العراقِ واستقلالِهِ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك