المقالات

استقطاع رواتب الموظفين بين استغفال القانون وغفلة البرلمان


 

جمعة العطواني ||

 

يبدو ان حكومة الكاظمي لديها جدية وقصديةِ في تنفيذ اجندات صندوق النقد الدولي على حساب حقوق المواطن العراقي.

فمسألة الاصرار على رفع قيمة سعر صرف الدولار لم تات اعتباطا او نتيجة الازمة المالية لوحدها، الى درجة ان وزير المالية فضل الاستقالة على خفض سعر الصرف ، وهذا الاستعداد تقف خلفه ارادة سياسية  دولية.

 عندما يتعامل وزير المالية مع معاناة المواطن العراقي فانه يرد على تلك المعاناة بتعالٍ غريب، ومن برج عاجي وباستهداف لم يسبق له مثيل.

اليوم تطل علينا حكومة الكاظمي او وزير ماليتها بقضية جديدة، وكأن هذه الحكومة لم تكتف بتأثر الموظف وسائر المواطنين بتاثير ارتفاع سعر صرف الدولار على رواتب الموظفين، لتزيد هذه الحكومة عبئا جديدا على كاهل الموظف ، وتبعا له المواطن العراقي لتُصر هذه المرة على استقطاع رواتب الموظفين مرة اخرى.

بالمناسبة من المهم الإشارة الى ان معالجة الازمة المالية دفع ضريبتها المواطن العراقي وليس معالجات الحكومةِ ، فارتفاع سعر صرف الدولار اذا حسبناها بلغة الأرقام نجد ان الموظف والكاسب هو من عالج هذه المشكلة كيف؟.

الجواب واضح وهو: ان راتب الموظف تقريبا يساوي ٨٠٠ دولار ، اذا فرضنا ان راتبه مليون دينار، عندما كان سعر الصرف مائة وعشرين الف دينار لكل مائة دولار ، اليوم بعد ان رفعت الحكومة سعر الصرف الى مائة وخمسين الف دينار لكل مائة دولار ، يعني اصبح راتب الموظف ٦٥٠ دولار تقريبا، وهذا يعني ان الحكومة اخذت من راتب الموظف ١٥٠ دولار حتى تعوض عجزها المالي، وهي لم تكلف نفسها باي جهد اقتصادي او مالي  .

اليوم تعود من جديد مستغفلة البرلمان،  او ربما ان البرلمان لا يمتلك كفاءات اقتصادية تقرا الموازنة بصورة جيدة، فوضعت مادة في الموازنة هي المادة (٣٤) جيم  والتي  تنص على “الغاء جميع الاعفاءات والاستثناءات الكمركية والضريبية الممنوحة بقرار من مجلس الوزراء مالم تنص عليها القوانين النافذة”.

فاتخذت الحكومة من هذه المادة وسيلة لفرض الضرائب الإضافية على الموظفين ، وعندها شعر البرلمان بانه (مستغفل) فأسرع يصدر تصريحات اعلامية استهلاكية، تنم عن سطحيته من جهة، ولأغراض  انتخابية مبكرة من جهة ثانية  .

من جانبها فان الحكومة تلعب مع البرلمان والمواطن لعبة القط والفار يخبث ودهاء وقصديةِ غريبة.

نعم لا نستبعد بان تسلك هذه الحكومة سلوك نظام البعث المقبور، عندما كان يقطع بعض مواد الحصة التموينية ثم يعود بعد مدة لإضافتها بعنوان مكرمة من القائد( الضرورة).

ليس من المستبعد ان تقوم حكومة الكاظمي بإلغاء هذه الفقرة بعنوان مكرمة لأغراض انتخابية بعد ان ثبتت ان الذي أوجد هذه الفقرة هو البرلمان وليس الحكومة كما في المادة ٣٤ جيم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك