المقالات

رسالة لسيدنا الشهيد محمد باقر الصدر (رض) في ذكرى استشهاده


د عباس العبودي

اكثر من اربعة عقود مرت على استشهاد ك سيدي ابا جعفر واختك العلوية الطاهرة زينب العصر بنت الهدى .

لقد تغريت السلطة الغاشمة بالعراق في التاسع من نيسان 2003 وهو يوم شهادتك واختك العلوية رضوان الله عليكم في 1980 بعد اصدار القرار الجائر في 31-اذار 1980 باعدام كل من يرتبط بالاسلام المحمدي الاصيل فكرا ونهجا وسلوكا . وباثر رجعي الذي لم يحصل في كل سنن اهل الارض .

سيدي ابا جعفر - لقد سقط الطغيان الصدامي بفضل الله تعالى ومضت السنون العجاف التي عاصرها العراقيين وقدموا عظيم التضحيات من اجل الحرية .

إننا في كل عام نجتمع لنحتفل ، ولكننا ومع الاسف نحتفل بالسنتنا دون قلوبنا وسلوكنا واخلاقنا، فلن يكون احتفالا للمراجعة والتغيير والتطوير نحو الاحسن وتجاوز السلبيات والعمل على تقوية الجبهة الداخلية ونقد الذات وتصحيح المسارات نحو الافضل.

أصبحنا ومع الاسف نتتسب اليك تاريخيا ولم ننتسب حاضرا ومستقبلا ولم نسعى لترك بصمات الشهيد الصدر على مسارنا مع انفسناو مع بعضنا البعض اومسارنا مع الامة . ولن تترك الذكرى بصماتها على اخلاقنا ومنهجنا وعلاقتنا مع بعضنا.

فاصبحنا ننادي باسمك مادرت معايشنا ونفارقك في سلوكنا واخلاقنا في حفظ جبهتنا الداخلية والعودة الى الله بصدق واخلاص.

اين نحن من الشهيد الصدر في علاقتنا مع الامة التي قدمت كل القرابين من اجل حفظ المسيرة وتحقيق النصر .

فهل كان الشهيد الصدر سنيا ام شيعيا ام قوميا ، ام كان انسانيا في كل وجوده ؟.لقد كان الشهيد الصدر أنسانا بخطابه لايمييز بين عربي وكردي وتركماني وغيرهم من ابناء الشعب ولايمييز بين سني او شيعي اومسيحي ، بل الجميع إخوة بانسانتيهم ومظلتهم العراق جميعا .

إننا ومع الاسف أصبحنا اليوم كل يبحث عن ذاته وشعاره الدائم من لم يكن معنا فهو ضدنا، فالحساسية والخصومة والتسقيط العلني او الخفي هو ديدن بعضنا ، حتى اصبحت الدنيا اكثر همنا ، نلهث ورائها بمكافيلية متطرفة ، ونسحق جميع المبادئ ومن يدافع عنها .

أصبحنا ياسيدي بسلوكنا واخلاقنا ندافع عن الخطأ ونبرر له. ولو كان الشهيد الصدر حيا بيننا وعارض البعض ممن يدعي الانتساب اليه وخالفهم لسقطوه وعزلوه لان وجوده يصطدم مع مصالحهم ومنافعهم. وكانت للسيد الشهيد قراءة مبكرة لحالنا وسقوطنا في وحل حب الدنيا .في محاضرة حب الدنيا .

سيدي أبا جعفر اصبح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر غريبا في عالم السياسة حتى وصل بنا الحال ان يكون لسان حال البعض يقول لاهل الحق المتمسكين بمسيرتك وخطك .ياشعيب لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا ولولا رهطك لرجمناك .

نتحدث بولائنا اليك ونحمل في قلوبنا الحساية والخصومة لبعضنا البعض، كل منا يسعى لتسقيط الآخر ليس من اجل الله بل من اجل الدنيا الفانية . حتى اصبحت الصنمية منهجا في خطواتنا ، نبرر لهذا وندافع عن باطل ذاك ونسينا قول الله تعالى (إن الله كان عليكم رقيبا) .

سيدي أبا جعفر نسينا التواصي بالحق والتواصي بالصبر.فالموعظة اصبحت ثقيلة على مسامعنا .فإخوتنا أصبحت هشة تحكمها منافع ومصالح واصبح حب الدنيا اكبر همنا ونسينا مبادئنا وكيف نجعل مرضاة الله همناّ الدائم.

سيدي أبا جعفر نتحدث بولائنا اليك ونحن متفرقون، متباعدون، متصارعون ، نطعنك في كل لحظة بخنجر خلافاتنا وحساسيتنا وخصومتنا.

أيها الشهيد الحي ونحن نحتفل بذكرى شهادتك .واخوة الدين والطريق يصارع احدهم الاخر ويسقط احدهم الاخر . كنت انت للعراق وكانوا هم لانفسهم اشداء على اخوانهم رحماء مع اعداء الله (كأنهم ولي حميم)

سيدي يابا جعفر ز كنت تسعى دائما في منهجك اليومي ومحاضراتك اتعمل لتعبيد النفس وتعبيد الناس الى الله . ونحن مشغولون نعبد انفسنا للدنيا ونتصارع على حطامها .

سيدي ابا جعفر لم يخلدك الناس لانك صاحب عرش دنيوي بل لانك صاحب عرش التواضع والاخلاق ومواساة الناس صغيرهم وكبيرهم . فقد سقط الطواغيت اصحاب العروش الطاغوتية واصبحوا في مزابل التاريخ وانت خالد بخلود الاسلام لانك ذبت في حب الله فأصطفاك الله مع الخالدين .

سيدي أبا جعفر: لقد بنيت عرشك بحب الله ومن يعيش لله في سره وعلانيته يبني الله له عرشا في كل قلب طاهر.

أيها الاحبة :لنجعل ذكرى الشهيد الصدر ذكرى نعيشها في كل جوانب حياتنا مراجعة وتصحيحا وتغييرا لا ذكرى نحييها بالسنتا دون سلوكنا واخلاقنا

سلام عليكم ايها الشهيد الحي واختك العلوية بنت الهدى وجميع الشهداء الذين ساروا في طريق ذات الشوكة في كل مكان .

والحمد لله رب العالمين

 

الفاتحة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك