د عباس العبودي
اكثر من اربعة عقود مرت على استشهاد ك سيدي ابا جعفر واختك العلوية الطاهرة زينب العصر بنت الهدى .
لقد تغريت السلطة الغاشمة بالعراق في التاسع من نيسان 2003 وهو يوم شهادتك واختك العلوية رضوان الله عليكم في 1980 بعد اصدار القرار الجائر في 31-اذار 1980 باعدام كل من يرتبط بالاسلام المحمدي الاصيل فكرا ونهجا وسلوكا . وباثر رجعي الذي لم يحصل في كل سنن اهل الارض .
سيدي ابا جعفر - لقد سقط الطغيان الصدامي بفضل الله تعالى ومضت السنون العجاف التي عاصرها العراقيين وقدموا عظيم التضحيات من اجل الحرية .
إننا في كل عام نجتمع لنحتفل ، ولكننا ومع الاسف نحتفل بالسنتنا دون قلوبنا وسلوكنا واخلاقنا، فلن يكون احتفالا للمراجعة والتغيير والتطوير نحو الاحسن وتجاوز السلبيات والعمل على تقوية الجبهة الداخلية ونقد الذات وتصحيح المسارات نحو الافضل.
أصبحنا ومع الاسف نتتسب اليك تاريخيا ولم ننتسب حاضرا ومستقبلا ولم نسعى لترك بصمات الشهيد الصدر على مسارنا مع انفسناو مع بعضنا البعض اومسارنا مع الامة . ولن تترك الذكرى بصماتها على اخلاقنا ومنهجنا وعلاقتنا مع بعضنا.
فاصبحنا ننادي باسمك مادرت معايشنا ونفارقك في سلوكنا واخلاقنا في حفظ جبهتنا الداخلية والعودة الى الله بصدق واخلاص.
اين نحن من الشهيد الصدر في علاقتنا مع الامة التي قدمت كل القرابين من اجل حفظ المسيرة وتحقيق النصر .
فهل كان الشهيد الصدر سنيا ام شيعيا ام قوميا ، ام كان انسانيا في كل وجوده ؟.لقد كان الشهيد الصدر أنسانا بخطابه لايمييز بين عربي وكردي وتركماني وغيرهم من ابناء الشعب ولايمييز بين سني او شيعي اومسيحي ، بل الجميع إخوة بانسانتيهم ومظلتهم العراق جميعا .
إننا ومع الاسف أصبحنا اليوم كل يبحث عن ذاته وشعاره الدائم من لم يكن معنا فهو ضدنا، فالحساسية والخصومة والتسقيط العلني او الخفي هو ديدن بعضنا ، حتى اصبحت الدنيا اكثر همنا ، نلهث ورائها بمكافيلية متطرفة ، ونسحق جميع المبادئ ومن يدافع عنها .
أصبحنا ياسيدي بسلوكنا واخلاقنا ندافع عن الخطأ ونبرر له. ولو كان الشهيد الصدر حيا بيننا وعارض البعض ممن يدعي الانتساب اليه وخالفهم لسقطوه وعزلوه لان وجوده يصطدم مع مصالحهم ومنافعهم. وكانت للسيد الشهيد قراءة مبكرة لحالنا وسقوطنا في وحل حب الدنيا .في محاضرة حب الدنيا .
سيدي أبا جعفر اصبح الامر بالمعروف والنهي عن المنكر غريبا في عالم السياسة حتى وصل بنا الحال ان يكون لسان حال البعض يقول لاهل الحق المتمسكين بمسيرتك وخطك .ياشعيب لقد جادلتنا فأكثرت جدالنا ولولا رهطك لرجمناك .
نتحدث بولائنا اليك ونحمل في قلوبنا الحساية والخصومة لبعضنا البعض، كل منا يسعى لتسقيط الآخر ليس من اجل الله بل من اجل الدنيا الفانية . حتى اصبحت الصنمية منهجا في خطواتنا ، نبرر لهذا وندافع عن باطل ذاك ونسينا قول الله تعالى (إن الله كان عليكم رقيبا) .
سيدي أبا جعفر نسينا التواصي بالحق والتواصي بالصبر.فالموعظة اصبحت ثقيلة على مسامعنا .فإخوتنا أصبحت هشة تحكمها منافع ومصالح واصبح حب الدنيا اكبر همنا ونسينا مبادئنا وكيف نجعل مرضاة الله همناّ الدائم.
سيدي أبا جعفر نتحدث بولائنا اليك ونحن متفرقون، متباعدون، متصارعون ، نطعنك في كل لحظة بخنجر خلافاتنا وحساسيتنا وخصومتنا.
أيها الشهيد الحي ونحن نحتفل بذكرى شهادتك .واخوة الدين والطريق يصارع احدهم الاخر ويسقط احدهم الاخر . كنت انت للعراق وكانوا هم لانفسهم اشداء على اخوانهم رحماء مع اعداء الله (كأنهم ولي حميم)
سيدي يابا جعفر ز كنت تسعى دائما في منهجك اليومي ومحاضراتك اتعمل لتعبيد النفس وتعبيد الناس الى الله . ونحن مشغولون نعبد انفسنا للدنيا ونتصارع على حطامها .
سيدي ابا جعفر لم يخلدك الناس لانك صاحب عرش دنيوي بل لانك صاحب عرش التواضع والاخلاق ومواساة الناس صغيرهم وكبيرهم . فقد سقط الطواغيت اصحاب العروش الطاغوتية واصبحوا في مزابل التاريخ وانت خالد بخلود الاسلام لانك ذبت في حب الله فأصطفاك الله مع الخالدين .
سيدي أبا جعفر: لقد بنيت عرشك بحب الله ومن يعيش لله في سره وعلانيته يبني الله له عرشا في كل قلب طاهر.
أيها الاحبة :لنجعل ذكرى الشهيد الصدر ذكرى نعيشها في كل جوانب حياتنا مراجعة وتصحيحا وتغييرا لا ذكرى نحييها بالسنتا دون سلوكنا واخلاقنا
سلام عليكم ايها الشهيد الحي واختك العلوية بنت الهدى وجميع الشهداء الذين ساروا في طريق ذات الشوكة في كل مكان .
والحمد لله رب العالمين
الفاتحة
https://telegram.me/buratha