المقالات

مَن هو نفس رسول الله (ص)؟!


 

حميد الموسوي ||

 

{مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَّسُولِْ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَّفْسِهِ}

 

سأل أحد مشايخ الألوسي من علماء السنة الشيخ كاشف الغطاء سؤالا: سلمنا بوجود أمر بإتباع أمير المُؤمنين علي (عليه السَّلام)، ولكن لا يوجد نهي عن ترك إتباعه إلى غيره، فما الدليل على الإلتزام بالنهي عن ترك إتباعه

والنهي عن تقديم أي أحد غيره؟

فأجاب الشيخ كاشف الغطاء فوراً و بدون تريث: فهمنا ذلك من قوله تعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَّسُولِْ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَنْ نَّفْسِهِ} سورة التوبة آية ١٢٠، ومعلوم في اللغة العربية أنه إذا ذكر الأسم الظاهر للشيء فإذا أُريد بعد ذلك الرجوع إليه يؤتى بالضمير، ولا يُؤتى بالإسم أو الوصف في الرجوع إليه، وفي الآية ذكرٌ للرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، ثم أعقب ذلك بقول: عن نفسه.

ولو أراد الله الرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم لقال: عنه.

فلماذا قال: عن نفسه؟

تحيَّر الألوسي وقال: إن قلت أن القاعدة المذكورة غير صحيحة فسأبطل جزءاً مهماً وكبيراً من النحو، وبالطبع سأبطل تفسيري لآياتٍ كثيرة جداً لإعتماده على هذه القاعدة.

وإن سلمتُ بصحة القاعدة فالمفروض أن يقال: عنه، لا عن نفسه.

وطلب من الشيخ كاشف الغطاء أن يتفضل بتوضيح معنى (عن نفسه) في الآية المشار إليها.

فأجاب الشيخ كاشف الغطاء: (عن نفسه) يعني أمير المُؤمنين

علياً عليه السَّلام، وفي ذلك نهي عن تقديم أي مسلم نفسه على أمير المُؤمنين عليه السَّلام.

فقال الألوسي: من أين إستفدت ذلك؟

أجاب الشيخ كاشف الغطاء: من آية المباهلة: (وَأنْفُسَنَا وَأنْفُسَكُمْ) حيث جاء النبي صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم للمباهلة بالزَّهراء عليها السَّلام

ممثلة للنساء، وبالحسنين عليهما السَّلام ممثلين للأبناء، وبعلي عليهِ السَّلام ممثلاً نفسه صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم.

ففي الآية الأولى نهي عن الرغبة بأنفسهم عن نفسه، وآية المباهلة بينت أن أمير المُؤمنين علياً عليه السَّلام هو نفس الرسول صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم.

فبضم الآيتين معاً نستفيد النهي عن تقديم الإنسان نفسه على أمير المُؤمنين علي عليه السَّلام.

فقال الألوسي متعجباً ومُقبلاً يد الشيخ كاشف الغطاء: كأني لم أقرأ هذه الآية من قبل!

وخرج راجعاً إلى بغداد مكتفياً بهذه الفائدة العظيمة.

وبعد أن خرج الألوسي قال بعض تلامذة الشيخ كاشف الغطاء لأستاذهم: نحن أيضاً لم نسمع منك هذا التفسير للآية رغم حضورنا بحوث تفسيرك.

فأجاب أستاذهم الشيخ: وأنا مثلكم لم يحضرني هذا الإستدلال من قبل، فقد خطر على بالي للتو.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك