د . حميد الطرفي ||
لجيلنا الناشيء من الشباب ممن لم يعش تلك الايام العصيبة ابحثوا في الكوكل كيف استلم صدام الحكم وماذا فعل بعد استلامه له بشهر وكيف اعدم 22 عضوا قياديا من رفاقه بحفلة فيديو مسجلة واعتقل المئات منهم.
ابحثوا في الكوكل لتروا كيف خرست أصوات "حقوق الانسان " الدولية ووزارة الخارجية الامريكية عن هذه الانتهاكات فكان يصول ويجول بأرواح العراقيين كمالكٍ لهم وليس ملكاً عليهم يسوقهم سوق العبيد إلى المشانق دون أن ترتعد فرائص زعماء امريكا أو بريطانيا أو فرنسا رواد " العالم الحر" و" حقوق الانسان" و" الديمقراطية ".
ابحثوا لتروا كيف أرهب الدكتاتور شعبه ابحثوا لتعلموا ما ذا تعني كلمة لا أمام طغيانه وأي شجاعة يمتلك الصدر (قدس سره) حين يرفض التعاون مع ذلك النظام .
ابحثوا لتروا كيف يعد الصدر نفسه للموت بكل هدوء واطمئنان ويقين وإخلاص ورضىً وقبول حينما أيقن أن موته بات حاجةً للأمة وأن دماءه أكثر فائدةً من مداد قلمه وإضاءات فكره التي دوت في الآفاق وذاع صيتها في البلدان.
ابحثوا لتعلموا أي قائد وأي عالم فقد العراقيون وأي قدوة وأي أسوة فقدتها البشرية .
يقيناً أنكم تنطلقون بما تعيشونه اليوم تهتفون بأعلى أصواتكم ضد النظام وقياداته وتسخرون منهم ليل نهار فلا عقوبة ولا ملاحقة ، تتظاهرون فترمون الشرطة بالحجارة فتشجون رؤوسهم ، وهم لا يحملون سوى العصي بأمر القائد العام للقوات المسلحة ، لذا فكلمة لا لا تعني لكم شيئاً فأنتم ايضاً تهتفون " شلع قلع كلهم حرامية " وتخرجون بالمئات وفي أقرب الساحات لمباني المحافظات ، تحرقون الإطارات في الشوارع ، وتكسرون زجاج المباني الحكومية وتغلقون الجامعات (بأمر الشعب) ووتسمون رئيس وزرائكم بـ(ابو العدس) بلا حرج ولا خوف . نعم يصعب على الإنسان أن يصف مشاعر لم يعشها ولم يتذوقها بنفسه إنكم لم تتذوقوا معنى الخوف من الجلاد والرهبة من الطغاة ولم تتحسسوا معنى ان "للحيطان آذان " تسترق السمع وتشي بكم غداً عند الجلاد الصغير في محافظتك او قضائك أو ناحيتك .
نعذركم ولكن ابحثوا ففي يد كل واحد منكم كوكل الذي لا يتعبكم في البحث عن مجزرة الخلد لرفاق صدام نفسه او الدجيل لمعارضيه وما قبلهما وما بعدهما وستعلمون حينها كم هي بطولة الشهيد الصدر (قدس سره) وأي خيار عظيم اختار ، ستعلمون ما معنى أن تُهيأ له عدة السفر بأمان وأن يهاجر هو وعائلته بسلام فيختار سبيل المواجهة لكي تتذوقوا معنى الحرية والخلاص من الطاغوت .
ستعلمون معنى أن تعرض عليه أرفع المناصب ولديه ألف تبرير وتبرير شرعي واخلاقي ووطني لكنه يقرر أن يكون دمه ثمناً للعدالة الاجتماعية ولدولة تحترم الحقوق . نعم قد تقولون واين نحن مما حلم به الشهيد الصدر (قدس سره) والجواب تابعوا الهدف وحققوا الغاية بقيمه وخلقه ونهجه ، فالطاغوت أزيل عنكم ولديكم خيارات كثيرة ولكن حذار أن تعيدوا الزمن الى الوراء وحذار أن تمكنوا من قطعوا رؤوس آبائكم بالأمس ليحكموكم اليوم ، فستندمون ولا حين مندم .
https://telegram.me/buratha