سامي جواد كاظم ||
طبيعة المرء ان يضع لنفسه معايير يستدل منها على الحق عن الباطل عندما يلتبس عليه الامر ومن بين المعايير هنالك دلائل صارخة لا تحتاج الى برهان بحيث من خلالها تعرف اين الحق واين الباطل .
على مستوى الدين الاسلامي هنالك ايات وروايات محل الميزان في فرز الحق عن الباطل ، وعلى غرار هذه الالية الاسلامية اصبح اليوم هنالك الية سياسية لفرز الخونة عن الوطنيين، لفرز الجبناء عن الاقوياء، لفرز المنافقين عن الشرفاء، وهذه الالية لا تحتاج الى تفكير كما هو حال حديث علي عليه السلام قسيم الجنة والنار في التاريخ الاسلامي وباقرار كل المذاهب الاسلامية ومنها ابن عساكر في تاريخ دمشق الجزء : ( 42 ) - رقم الصفحة : ( 299 ) [ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
قال يعقوب : وسمعت الحسن بن الربيع ، يقول : قال أبو معاوية : قلنا للأعمش : لا تحدث هذه الأحاديث ، قال : يسألوني فما أصنع ربما سهوت فإذا سألوني عن شيء من هذا وسهوت فذكروني ، قال : وكنا يوما عنده فجاء رجل فسأله عن حديث قسيم النار ، قال : فتنحنحت ، قال : فقال الأعمش هؤلاء المرجئة لا يدعوني أحدث بفضائل علي (ر) أخرجوهم من المسجد حتى أحدثكم ، بالرغم من محاولة الامويين اخفاء هذا الحديث الا انه بقى معيار طريق الجنة عن طريق النار .
اليوم في السياسة لمعرفة المواقف السلبية عن الايجابية فعليكم بالولايات المتحدة الامريكية فكل من يطبل لها وللكيان الصهيوني هو من فصيل العملاء او الجبناء او المنافقين او من ( بايع ومصفي ) ومن يعاديها فهو في طريق الشرفاء الاحرار الذي يرفضون العمالة .
وهذا الامر ليس بخاف على المرء ولا هو بجديد اكتشفته انا فالوقائع والاحداث تثبت صحة هذا الاستدلال فكل من تمتدحه امريكا او الكيان الصهيوني فهو شهادة عدم الوطنية لوطنهم ولاحظوا اكثر ان لم تكن كل الدول القمعية هي من رعيل الولايات المتحدة الامريكية وهذا لا يعني ان بقية الدول الدائمة العضوية هي بمنأى عن ذلك الا انها اهون من امريكا وبريطانيا . وكل من يطبل لامريكا يجب ان يصفق للكيان الصهيوني ومحل تقدير عندهم ، نعم هنالك حكومات ليست على حق الا ان سيئاتها لا تتجاوز حدود بلدها ولا تتدخل في شؤون البلدان الاخرى وبالنتيجة فهي افضل ممن يسير ضمن قافلة امريكا
ايام الخلاف السعودي القطري استأنسنا بتقاذف الاخبار بين الجزيرة والعربية فاذا اردنا معرفة احداث قطر نتابع العربية واذا اردنا معرفة احداث السعودية والامارات تابعنا الجزيرة فانهما اجادا في كشف اللثام عن واقع الاخر واصبحا معيار لنا لمعرفة الحقيقة عن الكذب واعلمونا على خفايا ما كنا سنعرفها لولا النعمة الالهية في خلافهما.
https://telegram.me/buratha