ضياء المحسن ||
يتصور البعض أن زيارة رئيس الوزراء العراقي مصفى الكاظمي للعاصمة السعودية الرياض، هي إنجاز، كونه يحاول فك عزلة العراق عن محيطه العربي القومي، وينسى أو يتناسى من يروج لهذا الكلام أن المحيط الذي يتحدث عنه هذا البعض هو من جَّيش جيوش 33 دولة أثناء عاصفة الصحراء عام 1991 والتي راح ضحيتها أكثر من 100000 جندي عراقي، قبلها شارك المحيط العربي الذي يتحدثون عنه في أبشع عملية حصار لشعب كل ذنبه أنه لا يستطيع محاربة أداة القمع الصدامية، ولم يكتفِ هذا المحيط العربي القومي بهذا، بل أنه راح مرة أخرى لتجييش الجيوش للإطاحة بصدام حسين، وهو ما حصل عام 2003.
لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، فالحقد العربي القومي على العراقيين لا يتعلق بوجود شخص صدام حسين، بل لأن العراقيين أنوفهم مرفوعة للسماء، ولا يقبلون أن يدوس أحدهم على طرف له أو لأي عراقي بغض النظر عن قوميته وديانته ومذهبه، فبدأت آلة القتل المدعومة ماليا وإعلاميا بإقتناص العراقيين بالجملة، حتى صارت أيام الأسبوع كلها دامية بالنسبة لنا، من الأحد الدامي الى الخميس الدامي، مفخخات، أحزمة ناسفة، قتل كفاءات بأسلحة كاتمة.
واليوم يتحدثون عن إنفتاح على (عمقنا العربي القومي)
إذا ما سألنا السُنة قبل الشيعة عن موقف العرب بعد عام 2003 معهم، لكان جوابهم القطعي: أنهم اسغفلونا بحجة محاربة المد الإيراني ومحاولة جعل العراق بلد شيعي، وهو الأمر الذي انكشف لهم بدخول داعش عام 2014.
فعن أي إنفتاح يتحدث بعض السياسيين مع العمق العربي، نعم قد يكون هناك إنفتاح لكن لصالح ذلك العمق، ويتمثل بإخراج إرهابييهم من سجون الحوت وغيرها من السجون التي تضم ألاف الإرهابيين من الجنسيات السعودية والقطرية والإماراتية.
فسحقا وتعسا لكل من يرى أن زيارة الكاظمي تمثل إنفتاحا على (العمق العربي) لا نريد عمقا يقتل أبناءنا ويستبيح مستقبل أطفالنا
https://telegram.me/buratha