د. حسين القاصد ||
صديقي المتسلق لا يعرف شيئا عن (الهمزة ) لكنه يركض خلف الاسماء اللامعة كي يؤثث أسمه بصحبتهم ، وحين يستهلك اسما وتصبح بينهما (ميانة ) يذهب الى إسمٍ جديد لكي يلمع نفسه به ، ودائما يكون الخطاب في البداية بـ (استاذي ) وبعدها (خوية ) ثم لا يتوانى ان يتمكن من توجيه استاذه بما يظنه صحيحا ، لذلك ولكثرة اخطاء اصدقائنا في كتابة الهمزة لابد أن اشكرهم واتقدم لهم بما يأتي ، لعل هذا المقال يعظ من يريد ان يتـعظ .
منذ ان تعلمت القراءة والكتابة ( وربما هذا الشيء وحده يجعل الشخص مرموقا في وضعنا الحالي بغض النظر عن شهادته ) اقول : منذ ان تعلمت ابجديات الامور وانا اكره الهمزة وذلك لنزقها ودلعها الفائض عن الحاجة فهي حيناً تتسلق قمة الألف وتجلس على رأسه وفي حين آخر تمسك بالياء من ذيلها واحيانا تتنرجس بالضم وهي تتبختر على الواو وحين تخلو لنفسها تنطلق لتجد مكانا لها وحدها , الا ان اغرب احوالها انها حين تسبق بكسر تتربع على الكرسي وكأنه استحقاق لما بذلت من تضحيات ، مع ذلك فهي لا يسمح لها التمسك بهذا الكرسي في كل الاوقات على الرغم من انه لا أحد ينافسها عليه لكنها لا تجلس على كرسيها الا استجابة لرغبة (النحو العام) حيث تخضع لمقتضيات بقية الحروف .
والهمزة لها ميزة أخرى هي : ان جميع الحروف تبدأ بنفسها الا هي.
وللتوضيح اكثر مثلا : ان لفظة (باء) تبدأ بالباء ولفظة (جيم ) تبدأ بالجيم وكذلك جميع الاحرف الا الهمزة فهي لا تبدأ بالهمزة بل بالهاء ويقال والعهدة على اهل العلم ان الهاء والهمزة يشتركان في مخارج الحروف , مع ذلك كله فهي ملتزمة بمتطلبات (المرحلة) عفوا النحو ...
ولاتتمسك بالكرسي ولاتخترع الحجج ولاتفتعل الازمات وهي لم تنس ابدا انها حرف مثل جميع الاحرف على الرغم من تحفظي على كونها حرفا ..
لكني اشهد لها باحترام حقوق بقية الحروف فهي لا تتمادى ولا تتهجم ولا تدعي ولا تتمسك بكرسيها على الرغم من انه لا ينافسها عليه احد .
قد يقال ان هذا المقال سياسي فاذا كان كذلك فعلينا التعلم من الهمزة بعض اخلاقياتها .
https://telegram.me/buratha