المقالات

◼️ الانتفاضة المظلومة◼


🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||

 

[ نحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِٱلْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَ زِدْنَٰهُمْ هُدًى ]

[[  انتفاضة 17 / 3 / 1999 ميلادي   ]]

لا يختلف الباحثون في شؤون النضال حول حقيقة أن الانتفاضة الشعبية بوجه عام هي شكل من أشكال النضال ، و يصعب فهم مكانة الانتفاضة بصفتها هذه من دون وضعها في الإطار العام لأشكال النضال المعروفة .

و لا خلاف حول أن الانتفاضة على وجه العموم ،  تحرك ثوري محكوم باختلال التوازن مع قوة متسلطة أجنبية أو محلية .

 و هي تتراوح في طبيعتها التنظيمية بين الفعل العفوي الذي ينشأ نتيجة افتقاد الأطر التنظيمية الفاعلة و القادرة و الفعل المنظم الذي يرى في الفعل الجماعي وسيلة ضغط ناجعة .

كما أن الانتفاضة يمكن أن تشكل في وقت من الأوقات وعاء لأشكال كفاحية متنوعة إن تطورت و غدت المظهر الرئيس للنضال . 

و في كل الأحوال فإن تنامي النضال و بلوغه الذروة بنهوض جماهيري عارم و نشوء مزاج ثوري هو مقدمة ضرورية لأي انتفاضة شعبية .

فالانتفاضة بمعناها الحقيقي مرهونة بفترة زمنية معينة يتم فيها قطف ثمرة النضالات التي خيضت تحت رايتها ،  فاستمرار الانتفاضة الشعبية زمنا طويلا أمر شبه مستحيل لأن في ذلك ما يرهق الحياة المجتمعية و يعطل سيرها المعتاد .

محل الشاهد :

 ان انتفاضة ١٧ / ٣ من عام ١٩٩٩ ميلادي ، في محافظة البصرة ، و التي قام بها الثلة الطيبة من الشباب ثائرين ضد نظام الحكم الباطل و تصرفاته القمعية الظالم ،  ضد قادة الحق و الدين و التي وصلت الى ابشعها بقتل مراجع الدين و منهم الشهيد اية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره ) ، يجب ان تبقى في الذاكرة جيلا بعد جيل ، لانها تمثل انتفاضة الحق ضد الباطل ، و هي تعتبر المثال الحي المعاصر للأجيال و الحافز لهم ، لرفض الظلم و الوقوف بوجه الظالمين ، وعدم السكوت على الباطل مهما كانت قوته و وجوده .

 انهم شباب خرجوا بقوة الايمان و العقيدة و حب الوطن و الدين و شعبهم ، قد يعلموا  انهم  لا يحققوا النصر المبين ، على مستوى الواقع في وقته ، و لكنهم كانوا على يقين ان دماءهم ستكون سبب الى انتصار لاحق و ان الله تبارك و تعالى سيهلك الظالم و يثأر الى دماءهم الزكية ، بنصرا مبين لاحق .

ان هذه الانتفاضة ظلمت من جوانب  عدة منها:

▪️عدم تسليط الضوء الاعلامي الكافي على أشخاصها و اهدافها ، و نتائجها ، و القيام بتدوين و عرض الوسائل الظالمة التي استخدمتها السلطة لقمعها ، حتى  شملت اشخاص غير مشاركين في الانتفاضة .

فمن تلك الوسائل هدم الدور ، و اعتقال كل افراد الاسرة و تعذيهم واخراجهم من وظائفهم و غير ذلك الكثير .

▪️ ظلمة تلك الانتفاضة بعدم استرجاع الحقوق التي قامت سلطة الحكم الظالمة بسلبها و التي منها مصادرة املاك و ممتلكات المشاركين بالانتفاضة  .

▪️ هي مظلومة اذ لم يخصص لها يوما لذكراها رسميا .

نتمنى من المسؤولين والقائمين على حفظ تراث وتاريخ البلد ان لا ينسوا تدوينها على انها من المناسبات التي يجب ان تحتفظ بالتاريخ الرسمي الى البلد .

الرحمة والرضوان على شهداء انتفاضة 17 / 3  .

نسال الله حفظ الاسلام و اهله

نسال الله حفظ العراق و شعبه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك