المقالات

♦️ مسؤوليتنا اتجاه الاختلاف♦


🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||

 

[ فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ ]

الخلاف :  هو مصطلح يشير إلى التناقض أو الاختلاف في وجهة النظر أو رأي بين شخص أو عدة أشخاص؛ و الذي قد يؤدي إلى الاحتكاك أو التصادم بين طرفين اجتماعيين أو أكثر ، و هذه الأطراف يمكن أن تكون عبارة عن أفراد أو مجموعات أو دول .

مشكلتنا اليوم و الامس و بالقريب ليس هو الخلاف و الاختلاف بحد ذاته ، فالوقوع فيه حاصل و حصوله في اي وقت ممكن سواء كان على صعيد العموم او على صعيد التبويب الخاص بالسياسة و ادارة الدولة و ماشابه  .

محل الشاهد :

مشكلتنا هو اننا لا نعرف كيف ندير خلافاتنا ، و نحتاج الى ادارة حكيمة في ذلك ،  تكون واعية و ذات بعد تحليلي منطقي لمجريات الامور .

مشكلتنا ايضا لا نعرف كيف نتفق ، و لا نعرف كيف نختلف .

اننا لو تعلمنا كيف ندير خلافاتنا فمن المؤكد لن تتحول تلك الخلافات الى شيء يهدم حياتنا و حضارتنا و اخوتنا .

بل لو عرفنا كيف ندير تلك الخلافات لكان باستطاعتنا ان نشق الطريق نحو ما نلتقي عليه ، و يفتح العقل على الحوار في ما نختلف فيه .

يجب ان نعرف كيف نحافظ على انسانيتنا ، و عقيدتنا و ديننا و مبادئنا في حركتنا اتجاه خلافنا و اختلافنا مع الطرف الاخر ، و عليك اتجاه ذلك ان تعرف ان سبب الاختلاف هو ان افكارك لم تلتقي مع افكار الطرف الاخر ، و ربما لا تلتقي ابدا ، فلماذا انت تعطي الحق لنفسك الحرية في التفكير و في ذات الوقت تحجب حرية الطرف الاخر .

ان شريعة الاسلام و الذي يلاحظ من توجيهاتها المبلغة من الخاتم محمد ( ص ) و اله الكرام ( ع ) ، قد اعطت الحرية لطرف الاخر و الجو و المناخ الذي لا يشعر فيه بالحكم السلبي ،عند خلافنا معه ،  و لم تعلمنا تلك الشريعة على ادعاء امتلاك الحقيقة كلها ، بل نمتلك وجهة نظر و علينا السماع الى الطرف الاخر وزيادة المعرفة من معرفة وجهة  النظر لطرف الاخر .

علمتنا شريعة الاسلام عندما يقع الخلاف و نتحاور مع الطرف الاخر ان يفهم منا انه هناك حقيقة ضائعة بيننا ويجب ان ننطلق لاحوار لمعرفتها ومن ذلك نستطيع ان نكتشف تلك الحقيقة الضائعة والمختلف عليها .

ايها الاحبة الكرام ....

يقول الله تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ " و يقول الرسول الخاتم ( ص ) ( لا يحل للمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا و يعرض هذا و خيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .

فيجب المبادرة الي التوسط في حل الخلاف بين الافراد لان ذلك له اهمية كبيرة من اجل احتواء الخلاف سواء كان بمواجهة الطرفين معا ،  أو كل على حدة ، و تهدف هذه العملية اى التفاهم و التعاون بين الافراد بمساعدتهم للتعرف على وجهات النظر المختلفة لكل منهما ، من اجل تطوير التفاهم المشترك بينهما املا بالوصول لحل يرضي الطرفين و يلعب الوسيط دورا رئيسيا في هذه العملية و هو دور صعب يتمثل في ضرورة التوصل لاتفاق حول القواعد الاساسية للنقاش التي تهدف لاظهار الحقائق و تقليل السلوك العدواني و مراقبة طرق التعبير عن وجهات النظر السلبية و دوافعها للوصول لحل مرضي للطرفين وهذا الكلام انطباقي على مستوى الاختلاف الواقع بين الافراد او الجماعات او الدول .

نسال الله حفظ الاسلام و اهله

نسال الله حفظ العراق و شعبه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك