المقالات

طابع كردستان..توظيف ودلالات


 

محمد حسن الساعدي ||

 

لم يتخلى الأكراد يوماً عن أحلام تأسيس دويلة لهم، وحتى لو كان هذا إقليما يعمل على تقسيم العراق، ويؤثر على دول الجوار،فأنهم يسعون بكل جهد لأجل هذا الحلم، وسعى القادة الأكراد لأكثر من مرة للانفصال،وما الاستفتاء الأخير الذي أجراه رئيس الإقليم في حينها مسعود البارزاني والذي جوبه بالرفض من القوى السياسية في العراق،إلى جانب الرفض الإقليمي والدولي لمثل هكذا إجراء غير دستوري..

هذا الإستفتاء والذي أثر كثيراً على العلاقة مع المركز،ومع كل هذه المحاولات التي يقوم بها الكرد،إلا أنهم ما زالوا يحاولون اقتطاع هذا الجزء المهم من البلاد، لتكوين إمبراطورية لهم تنافس الدولة العراقية الموحدة،وتعمل لتعزيز قوتها بالسيطرة على منابع النفط وتصديره إضافة إلى السيطرة على المنافذ الحدودية،وعلى الرغم من فشل كل المحاولات لتحقيق ذلك الحلم إلا أن الأكراد بدأوا بالتوظيف وتهيئة المجتمع فكريا للتقسيم، من خلال إصدار طوابع بريدية بمناسبة زيارة البابا إلى العراق، والتي زار فيها إقليم كردستان،ورسخت هذه الطوابع مفهوم الانفصال، عندما تم رسم خارطة الإقليم وهي تضم أجزاء من إيران وتركيا والعراق،والذي جوبه باستنكار ورفض من الحكومة العراقية ودول الجوار .

أهداف كثيرة تقف خلف هذا الفعل أهمها السعي لترسيخ مفهوم الدولة الكردية،ومحاولة تصدير هذا المفهوم إلى دول الجوار،وإيهام الرأي العام أن أكراد إيران وتركيا وسوريا لهم نفس الهدف في انفصالهم عن بلدانهم،وتأسيس دولة مجاورة لهذه الدول الثلاث، والسيطرة على منابع النفط فيها، إلى جانب التحكم بالمنافذ الحدودية فيها،وهذا ما تم فعلاً حيث تم استغلال زيارة البابا لتصدير هذا المفهوم،وعده ورقة ضغط على الحكومة العراقية ، لتحقيق مكاسب مالية خارج حدود الدستور والقانون، وهذا ما لمسناه من خلال الخطوات التي اتخذتها حكومة الإقليم تجاه الحكومة المركزية،وطريقة تعاطيها مع القضايا والملفات المشتركة والتي تحتاج فيه إلى قرار الحكومة المركزية وليس اجتهادات شخصية من قبل ساسة الإقليم،كما أن الاميركان لعبوا على هذا الوتر جيداً واعتبروه ورقة ضغط على الحكومة العراقية وبحسب مصالحها في البلاد.

أن عملية إصدار الطابع وبهذه الطريقة المستفزة على المستوى المحلي والإقليمي، هي محاولة لتسويق فكرة الدولة الكردية،وإطلاق رسالة للعالم اجمع أن دولتهم المزعومة حدودها خارج العراق،وعلى الجميع التعامل مع هذه الواقع..

حكومة الإقليم استغلت الأجواء المأساوية، التي تعرضت لها الأقليات في الموصل من تهجير خصوصاً المسيحيين،وعملت على استغلال من المهجرين المسيحيين لإقناع البابا أن كردستان كانت المكان الأكثر أمناً لهم،لذلك عملت حكومة كردستان على إيصال رسالة للحكومة العراقية أن الزيارة البابوية قد باركت هذه الطموحات في تشكيل إقليم مستقل،وما إصدار الطابع إلا لتثبيت الخريطة الفعلية للإقليم.

أن ضعف الحكومة المركزية في بغداد، هو من أعطى المسوغ لحكومة الإقليم أن تمارس هكذا ضغوط، وتعطي انطباع أن إقليم كردستان بات يعيش مستقلاً عن البلد الأم، في حين أن الواقع يتحدث عكس ذلك، فالإقليم يتحكم بصادرات النفط ويعمل دون دستور أو قانون على تهريب النفط إلى الخارج، إضافة إلى سيطرته على المعابر الحدودية سواءً مع إيران أو تركيا أو سوريا، حيث تقدر قيمة الموارد المالية من هذه النوافذ بمليارات الدولارات شهرياً، وهذا ما تؤكده اللجنة المالية في مجلس النواب، لذلك على المعنيين في الدولة العراقية من حكومة ومجلس النواب ضرورة فرض هيبة الدولة، وإنهاء الاجتهادات الشخصية سواءً للإقليم أو حتى من خلال تفعيل بنود الدستور العراقي والتي تحكم العلاقة بين الإقليم والمركز وبما يحقق ضمان حقوق الشعب العراقي ككل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك