علي الصحاف ||
قبل استشهاد الجنرال قاسم سليماني، عملت العديد من الماكنات الاعلامية، على اغتيال سليماني جماهيريا، قبل تنفيذ اغتياله جسديا، مستخدمة اسلوب التهم في لحظة الغليان الشعبي، مستغلة الغفلة والتشتت والسذاجة، التي كان يعيشها جزء كبير من مجتمع التظاهرات، ومن جملة هذه التهم، هو مشاركة الجنرال سليماني بقتل المتظاهرين، وبقدر سذاجة هذه التهمة، فان تفنيدها لا يحتاج الى سوى دقيقتان للتفكير، ما هي مصلحة سليماني بالمتظاهرين، والجميع يعلم ان ايران لا تهمها الحكومات بعينها، لان مصالحها وتعاملاتها مع العراق هي ذاتهه، ان كان عبد المهدي او العبادي او الكاظمي، لا تتغير،
بالاضافة الى ان سليماني المنشغل بدعم المقاومة الفلسطينية، والجبهة السورية المعقدة، واستقطاب حلفاء من هنا وهنالك،
ليس من المنطقي اطلاقا، ان يشغل نفسه في قضية غير معني بها اساسا، ولو قارنا بين اهمية العراق ولبنان كمقاومة عند ايران، لكانت الكفة للبنان، باعتبارهه بخط التماس المباشر مع اسرائيل، ومع ذلك لم نشهد سقوط اي ضحية في تظاهرات لبنان، فهل سليماني يترك اهم جبهة ويأتي ليقتل شباب ضعفاء لا يشكلون اي خطر، هذا من الجانب المنطقي،
اما عند الحديث بالمعطيات الواقعية،
فان من شارك بقمع المحتجين هم، ( مكافحة الشغب *قوات حفظ النظام * قوات حماية الخضراء * الفوج الرئاسي الكردي المتواجد قرب الخضراء * مكافحة الارهاب * الجيش العراقي *جهاز المخابرات)، فجميعهم قوات حكومية عراقية رسمية، لا تقبل حتى المنتسب الذي من ام غير عراقية، ولا تأخذ اوامرها الا من رئيس الوزراء ووزير الداخلية.
فاين ايران وسليماني من تلك القوات، وكما ذكر سابقا بخصوص سذاجة هذا الاتهام وغباءه، لجئت الماكنة الاعلامية الامريكية باستحداث تهمة جديدة، تتماشى مع الجهل السياسي الذي يعيشه الشارع الاحتجاجي،
فكانت هذه التهمة هي تدخل سليماني بالسياسة العراقية،
وبالرغم من كونها غير مستندة على اي دليل مطلقا، ومبنيه على التكهنات فقط، الا انها استطاعت ان تنطلي على العديد من مجتمع التظاهرات، الجهل السياسي الذي يعيشه المتظاهر المندفع، جعل منه رف، يتم تعليق عليه اي فكرة تبتغيها امريكا واعلامها،
ابتداءا من فكرة معادات الحشد وايران والاتفاقية الصينيه،
مرورا برفض البرلمان، الذي صوت على اخراج القوات الامريكية، انتهاءا باسقاط الرمزية المقدسة للمرجعية، والقادة الشيعة، ومنهم الجنرال سليماني، فاكثر ما يؤرق المحتل هي الرمزية، تلك الرمزية التي اجبرت ايطاليا على اخفاء جثة عمر المختار، واجبرت فرنسا، على رمي جثث قادة الانتفاضة السورية في النهر،
واجبرت امريكا، على صرف مليارات الدولارات، لاخفاء رمزية قادة المقاومة، باستخدام ما ذكر اعلاه.
https://telegram.me/buratha