المقالات

وثائق سرية  في صراع ١٩٨٠م / الجزء الأخير ..

1956 2021-03-14

 

كندي الزهيري ||

 

● لا استجابة خليجية .... وإحباط امريكي:

وأمام هذا المأزق البالغ الصعوبة توقع بويس أن تتعرض بلاده لضغوط أمريكية متزايدة للتخلي عن "نهجها المتوازن" في إطار الجهد الأمريكي لتحجيم إيران والحد من قدرتها .

وبعد شهر تقريبا، زار وفد عسكري أمريكي رفيع المستوى بقيادة ضابط برتبة جنرال، يرافقه أربعة من مساعديه، الخارجية البريطانية.

وكان الهدف هو أن يعرض الوفد نتائج جولة طويلة قام بها ولمدة 28 يوما للمنطقة شملت قطر وعمان والإمارات والبحرين والسعودية والكويت والأردن.

ويكشف تقرير للخارجية البريطانية، بشأن اللقاء، عن "إحباط لدى الأمريكيين من الافتقاد إلى استجابة دول الخليج لاستعداد أمريكا للتعاون في فعل المزيد من أجل الدفاع عنهم" في ضوء التوابع المحتملة لانتصار إيران.

ويقول التقرير "بدا الأمريكيون محبطين من اتصالاتهم مع الدول الخليجية. فموقفهم (الخليجيين) لا يزال هو الإبقاء على مضيق هرمز مفتوحا".

غير أنه أشار إلى أن الأمريكيين "أبلغوا دول مجلس التعاون الخليجي بأنهم لو أرادوا المزيد، فسيتوجب عليهم أن يؤدوا دورهم بتقديم قواعد في الموانيء، والموافقة على مناورات مشتركة وتخطيط مشترك للطوارئ"، لتدخل عسكري أمريكي محتمل.

لكن الوثيقة البريطانية تنقل عن الأمريكيين قولهم إنه "رغم أنهم (الخليجيين) أكثر قلقا بشكل واضح الآن من ذي قبل، فإن دول مجلس التعاون الخليجي لم تستجب".

وتحدث تقرير لاحق لإدارة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، عن أن تقدير الأمريكيين للموقف العسكري بين إيران والعراق ظل متشائما للغاية.

● وأوجز التقرير، الذي كتب بعد زيارة وفد بريطاني لواشنطن، المخاوف الأمريكية في التالي:

أولا: ثبت أن القدرة الجوية العراقية غير فعالة رغم أنها، نظريا، متفوقة على القدرة الإيرانية... وعدم الفعالية هذا ربما هو نتيجة لعدم استعداد صدام حسين الشخصي لشن هجمات شاملة وفعالة.

 ثانيا: القصف العراقي على المواقع الإيرانية في الفاو كان أيضا غير فعال. فالمواقع الإيرانية قد حُفرت بشكل جيد .

 ثالثا: حشد القوات بالقرب من هور الحويزة (العراقي المحاذي لإيران) زاد المخاوف من هجوم (إيراني) كبير في الشهور القليلة المقبلة".

وأكدت هذه الزيارة بجدية القلق الأمريكي من احتمال انتصار إيران. فسعت واشنطن إلى إقناع الحليف البريطاني بالانخراط في خطة طارئة لتدخل عسكري محتمل يمنع مثل هذا الانتصار.

غير أن بريطانيا لم تغير موقفها. واعتبرت أنه رغم الحرص على العلاقات الاستراتيجية مع واشنطن، فإن مثل هذا الانخراط سيكون ضد مصالحها في المنطقة.

● مكانة الإستراتيجية:

ووفق وثيقة بعنوان "إيران/العراق/ التخطيط للطوارئ بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة"، أكدت الخارجية البريطانية مجددا ضرورة النأي عن أي خطة عسكرية أمريكية للتدخل في مسار الحرب.

وتقول الوثيقة إنه "بينما لدينا مصالح قوية في الحفاظ على قربنا من الأمريكيين - بشأن هذه القضية (الحرب بين العراق وإيران)، بهدف مواكبة التفكير الأمريكي وكذلك محاولة تليين نهجهم- فإن سياسة الحكومة (البريطانية) هي تفادي إجراء نقاش جاد أكثر من اللازم مع الجيش الأمريكي بشأن خطط لعمليات في منطقة الخليج".

وتلخص الوثيقة الهدف النهائي لهذا الموقف من أي تدخل أمريكي محتمل يستهدف منع انتصار إيران، قائلة "خدمة مصالحنا في المنطقة ستكون أفضل على الأرجح لو لم تنظر إلينا دول الإقليم على أننا مشاركون بدرجة وثيقة أكثر من اللازم في التخطيط الأمريكي".

وقالت وزارة الدفاع، في تقرير عن جولة مباحثات لاحقة في واشنطن، إن تأييد بريطانيا لواشنطن يضر بمصالحها. وقالت: "سنقدم على الأرجح أفضل خدمة لمصالحنا في المنطقة لو لم ترنا دول المنطقة من هذه الزاوية (زاوية مشاركة أمريكا في عمل عسكري)".

وفي تقرير كُتب في يوليو/ تموز 1986، قالت إدارة الشرق الأوسط: "بينما تتمتع إيران بأهمية وإمكانات أعظم على المدى البعيد، فإن السياسة الأفضل تتمثل في نهج هادئ لا يجذب الأضواء ومحايد تجاه إيران والعراق. فهذا يسمح لنا بالحصول على أقصى ميزة تجارية في المنطقة كلها".

قدّر الأمريكيون أن ضربة عسكرية شاملة ضد المنشآت الحيوية داخل إيران يمكن أن تدفع الإيرانيين إلى تغيير موقفهم بشأن الاستمرار في الحرب.

وبعد جلسة مباحثات جديدة لاحقة بين وفدين أمريكي وبريطاني في لندن بشأن "تقييمي المملكة المتحدة والولايات المتحدة" للصراع، اتفق الجانبان على أن "التصور هو أن إيران دولة كبيرة ومهمة وفي مكانة استراتيجية سيكون من المهم على المدى البعيد أن يكون للغرب علاقات جيدة معها".

غير أن التقييم الأمريكي، حسب تقرير بريطاني عن المباحثات، كان هو أن إيران "ربما تعتقد بأنه بدفعة واحدة أخرى قد ينهار نظام البعث تحت وطـأة قوتها كما انهار نظام الشاه"، في إشارة إلى إسقاط الثورة الإسلامية نظام الحكم في إيران.

وفي هذا السياق تحدث الأمريكيون عن أن إيران "تعد الآن لهجوم كبير نهائي.. سيكون ضربة كبرى للعراق".

وفهم البريطانيون من الأمريكيين أنهم يعتقدون بأنه "لهذا السبب أو غيره، هناك أكثر من مجرد فرصة لاحتمال انهيار العراق، ما يجعل الإيرانيين منتصرين. وأي توقعات لما قد يحدث عندئذ تصبح كئيبة للغاية".

● عزيمة الإيرانيين :

 التقييم البريطاني كان هو "استمرار النزاع الدموي دون حسم".

وخلال المباحثات، ادعى الأمريكيون "أنهم لا يرون أي تعارض بين سياستهم القصيرة المدى الرامية إلى بدء ممارسة ضغوط على إيران لتجنب السيناريو السالف الذكر، وبين اعتقادهم المفترض بأنه ليس من مصلحة الغرب، على المدى البعيد، ألا تكون له علاقات طبيعية مع إيران".

غير أن البريطانيين أصروا، خلال المباحثات، على "توضيح أن المملكة المتحدة مستمرة في اتخاذ موقف محايد في النزاع، وتؤمن بضرورة أن يكون لها علاقات طبيعية قدر الإمكان مع كل جانب."

لم تكن القوة العسكرية هي الوسيلة الأمريكية الوحيدة المقترحة لقطع الطريق على أي انتصار محتمل لإيران وانهيار العراق.

تقول الوثائق إن الاستراتيجية الأمريكية سعت إلى "زيادة التكلفة الاقتصادية التي يتكبدها الإيرانيون من شن هذه الحرب".

ويقول وزير الخارجية البريطاني جيفري هاو في تقرير آخر، إنه "بعد مساعيهم (المتعثرة) لوقف تدفق الأسلحة على إيران، تركز الولايات المتحدة الآن (1986) على الحد من توسيع نطاق التسهيلات الائتمانية لإيران"، والتي تساعد الإيرانيين في الاستيراد من الخارج.

وأجرى الأمريكيون، كما تكشف وثيقة هاو، اتصالات مع كل الحكومات الأوروبية الغربية تقريبا واليابان وسنغافورة وتركيا بهذا الشأن.

ولما أُثير موضوع الضغط الاقتصادي على إيران، أوصت الخارجية البريطانية بأن تحاجج لندن بالقول إن "الضغط على الإيرانيين لوضعهم في موقف صعب اقتصاديا لن يدفعهم إلى التفاوض وسوف يضر بموقف الغرب البعيد المدى".

وتقول وثيقة هاو "تم إبلاغ الأمريكيين بأن "سياستنا هي الحياد"، ومبررها هو أن " وجود إيران في المنطقة وسلوكياتها السياسية حقائق حياة"، يعني أنه واقع يجب التعامل معه. وتضيف "فهٍمنا أن هذا الأمر (وجود إيران وسلوكها) تعترف به معظم دول الخليج".

وبالنسبة للسعودية، رأى البريطانيون أنها "مهمومة بهيبتها"، لكن الآخرين يرون أن هناك حاجة للتوصل إلى تسوية مؤقتة مع إيران".

وأشار هاو إلى مبررات أخرى للموقف البريطاني قائلا إن السياسة الأمريكية "تقوي عزيمة الإيرانيين على شد الأحزمة والاستمرار ( في الحرب)". وأضاف " إيران مرنة (أي قادرة على النهوض بعد أي تعثر) سياسيا واقتصاديا ومعتادة على التقشف".

والآن بعد ٤٠ عام يصدق البريطاني  ويبقى الأمريكي  احمق  ، البريطاني ينظرون إلى العقيدة الإيرانية  التي جعلت من ايران  رقم صعب  في المعادلة الدولية  ،لكن امريكا  الا ترى  الا مصالحها  المادية التي تكسبها  من دول  الخليج  لتمويل موازناتها  ،عبر الابتزاز  والتخويف...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك