المقالات

البيت الشيعي ،، الحقيقة والابعاد

1108 2021-02-23

 

اياد رضا حسين ||

 

في الاونة الاخيرة اخذ يطرح ثانية موضوع  (البيت الشيعي) عبر وسائل الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي وكأنه هنالك محاولة لاعادة تشكيل هذا البيت ،  والدعوة الى هذا المشروع ، دون البحث عن الاسباب الحقيقة التي ادت الى هذا الفشل الذريع والمريع في ادارة الدولة والعملية السياسية التي تصدرها اقطاب هذا البيت ، والتي نخرها الفساد والفوضى  وتتلاعب بها الحيتان والمافيات طيلة سبعة عشر سنة ،، والتي يبدو انها في فصولها الاخيرة التي تسبق الانهيار والسقوط.

 وفى خضم تناحر شيعي غير مسبوق   ،،، وقد وجدت من المفيد التعليق حول هذا الموضوع وكما يلي :

    ان ماجرى ويجري في العراق ، لاعلاقة له بشكل النظام السياسي ، او عنوان الحركة او الحزب الحاكم ، او العنوان الطائفي لرأس النظام او الهيئة الحاكمة ، وليس الموضوع بيت شيعي او بيت سني او بيت كردي ، الى غير ذلك من التوصيفات والتسويقات والتي يراد بها استقطاب السذج من الجماهير وتوظيف عصبياتهم الطائفية والقومية والقبلية والفئوية لصالح هذا الطرف او ذاك.

 ان المشكلة الحقيقية والتي اوصلت العراق الى هذا الانهيار وهذا الخراب هو الخلفية الاجتماعية ، لهؤلاء الحكام او مايسمى بالقادة السياسين ، على الاعم الاغلب ان كان في النظام الحالي او في النظام السابق ... وهنا نود الاشارة الى حقيقة وسنة ربانية ،،،  لاتوجد شريعة في الكون ان كانت سماوية او وضعية تتعامل مع بني البشر بهذة المساواة التي نادى بها الاسلام العظيم.

 قال تعالى((يايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)) ، وقال الرسول الكريم (ص) (المسلمون سواسية كاسنان المشط) وقال (ص) (لافضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى) ، ولكن فيما يتصل باهل الحل والعقد في الدولة الاسلامية ، فهم علية القوم وليس العوام من الناس.

 اما الشيعة الامامية فالامر اشد واعظم ، فالقيادة الزمنية والروحية للمجتمع والدولة ، فتكون من خلال امام معصوم مفترض الطاعة ياتي بجعل الهي ومن اشرف البيوت على الاطلاق وهو البيت النبوي الشريف.

 والسؤال لماذا وضع الاسلام هذة الشروط المشددة للقيادة ؟ ، لان هذة القيادة اما ترفع الامة الى الذرى او العلا ،،، او تهبط بها الى الحضيض فالنظام السابق كان فرد والان مجاميع ،،، ولكن ماذا كانت النتيجة واين اوصلوا العراق ؟؟

لقد اوصلوه الى تحت الحضيض ،، فمن نكبة الى بلوى ومن مصيبة الى كارثة ، والقادم مجهول ومخيف . فخراب العراق وانهيار هذا الكيان لازال مستمرا على الرغم من التغيير الذي حدث بعد عام 2003 .

 اننا ماذا نتوقع من نظام يدار من قوى وجهات كانت تعيش عقدة الحرمان والعوز والدونية والذل والتخاذل والتملق والانبطاح ، وعبادة الحاكم والمسؤول ، فهل يمكن لمثل هؤلاء ان يبنوا دولة قوية ورصينة يسودها النظام والقانون .

   اما بالنسبة لما يسمى (بالبيت الشيعي) ، وهي تجربة سابقة كانت غير موفقة ولم يحالفها النجاح ، ولاسباب يأتي في مقدمتها عدم ايمانهم واخلاصهم وتفانيهم للدين والمذهب ، فالادعاء شيئ ، وحقيقة العمل شيئ اخر (الدين لعق عى السنتهم) .

 اضافة الى هذا فان هذا البيت من المؤكد ضم في غالبيته اشخاص هم من اهل العصبيات المتأصلة فيهم قيم البداوة والتعرب ( والتي هي اساسا تتعارض وتتقاطع في كثير من الحالات مع القوانين والانظمة السماوية والوضعية ومرتكزات الدوله العصرية الحديثة) ،،، والمتعطشون الى المنافع المادية والاعتبارية ، (وهم ينعقون مع كل ناعق) والذين اذا ياتي حاكم اسوأ من صدام ، فهم اول من يصفق ويهتف ويردد الاهازيج له ويتودد الى جلاوزته واعوانه.

 اما متحضري الشيعة فهم الاقل حجما والاضعف حلقة ، فهؤلاء كانوا على الدوام وعبر عصور مختلفة ابعد مايكون عن الدوله والسلطة ، واجهزتها التنفيذية المهمة باستثناء بعض الوظائف البسيطة كالتعليم مثلا , وكان من النادر ان يدخل احدهم الكلية العسكرية او كلية الشرطة ، فهم يمثلون البازار العراقي ، فالواحد منهم ممكن ان يدير اكبر مؤسسة اقتصادية او اضخم صفقة تجارية ، الا انه لا يستطيع ادارة مركز شرطة صغير  ،،، فكيف يحكم ويدير العراق.

 والسؤال هل يستطيع هذا البيت الواهن الذي من المستبعد ان تأتلف اطرافه ، بعد ان تلوثت وانغمست في مغريات السلطة ومفاسدها ، ان تدير العراق باشكالياته وعقده وطبيعة مجتمعة المعروفة وحجم التحديات الهائلة داخليا واقليميا ودوليا ؟؟!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك