المقالات

القطيع وفكرة التطبيع

1038 2021-02-19

 

علي الصحاف ||

 

يعيش الفرد العراقي الغير ناضج سياسيا في هذه الاوقات، حالة من التشضي الفكري والعجز الادراكي، الذي يجعله يتصور ان خيار التطبيع مع اسرائيل، بمثابة الباب الذي سيفتح له مستقبلاً مشرقاً من الاعمار والرفاهية،

 كما هو الحال في الامارات والبحرين وبعض الدول الاخرى، التي تسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني،

 متناسين ان دول الخليج تلك، وصلت الى هذا الحال قبل التطبيع بعقود، بعد ان رهنت نفطها وكرامتها وسيادتها! وكل ما تملك للدول الاجنبية، فاصبحت كالمنزل المترهئ من الداخل، والمطلي والمزخرف من الخارج، لا يملك شعبها وامراءها حتى الهواء الذي يتنفسونه، كحال الدمى، يسيرها من صنعها والبسها الثياب الجميلة، فلا علاقة للتطبيع بذلك.

كما ان اسرائيل لم ولن تدفع مقابل التطبيع، بل على العكس ستُرغم وتبتز لاجل ذلك الهدف، الذي من شأنه محاصرة دول ( الهلال الشيعي)، التي تعتقد بزوال ذلك الكيان.

هذا بما يخص المستقبل القريب، اما المستقبل البعيد، فهي تفكر لابعد من هذا الهدف، فهي تعتقد بوجوب بناء دولة اسرائيل الكبرى، الممتدة من النيل الى الفرات على ركام بلاد بابل (كما ورد في كتابهم المقدس)،

" يا ابنة بابل المحتم خرابها ، طوبى لمن يُجازيك بما جازيتنا به ، طوبى لمن يُمسك صغارك ويلقي بهم إلى الصخر "،

(المزمور، ١٣٧ سفر المزامير) .

اي ان من شروط بناء هذه الدولة هو تدمير العراق، وهذا واجب عقائدي وشرعي على كل يهودي يعتقد باسرائيل،

ومن الناحية الاخرى، يزعم البعض ان التطبيع مع اسرائيل، سيكون بمثابة الحل النهائي، لما يعيشه العراق من صراعات وانقسامات، ليكون بذلك اعترافا صريحا، بان المتسبب بكل تلك الازمات، هو ذلك الكيان الصهيوني

وادواته، ومن يقف وراءه من امريكا ودول اوربا.

هذا القطيع المتبني لتلك الافكار، وبعد اعترافه الصريح بما ورد سابقا، يرفض رفضا قاطع فكرة اتهام اسرائيل وامريكا وادواتها، ويجابه من يقوم بذلك بالسخرية والتهكم، ويلقي باللوم على من يحاول التصدي لمشروع التطبيع، لانه بكل بساطة قطيع، لا يعرف سوى صوت الجرس، الذي يقرعه الراعي؛

اشارة للامر بالسير خلفه دون اي تفكير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك