علي الصحاف ||
يعيش الفرد العراقي الغير ناضج سياسيا في هذه الاوقات، حالة من التشضي الفكري والعجز الادراكي، الذي يجعله يتصور ان خيار التطبيع مع اسرائيل، بمثابة الباب الذي سيفتح له مستقبلاً مشرقاً من الاعمار والرفاهية،
كما هو الحال في الامارات والبحرين وبعض الدول الاخرى، التي تسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني،
متناسين ان دول الخليج تلك، وصلت الى هذا الحال قبل التطبيع بعقود، بعد ان رهنت نفطها وكرامتها وسيادتها! وكل ما تملك للدول الاجنبية، فاصبحت كالمنزل المترهئ من الداخل، والمطلي والمزخرف من الخارج، لا يملك شعبها وامراءها حتى الهواء الذي يتنفسونه، كحال الدمى، يسيرها من صنعها والبسها الثياب الجميلة، فلا علاقة للتطبيع بذلك.
كما ان اسرائيل لم ولن تدفع مقابل التطبيع، بل على العكس ستُرغم وتبتز لاجل ذلك الهدف، الذي من شأنه محاصرة دول ( الهلال الشيعي)، التي تعتقد بزوال ذلك الكيان.
هذا بما يخص المستقبل القريب، اما المستقبل البعيد، فهي تفكر لابعد من هذا الهدف، فهي تعتقد بوجوب بناء دولة اسرائيل الكبرى، الممتدة من النيل الى الفرات على ركام بلاد بابل (كما ورد في كتابهم المقدس)،
" يا ابنة بابل المحتم خرابها ، طوبى لمن يُجازيك بما جازيتنا به ، طوبى لمن يُمسك صغارك ويلقي بهم إلى الصخر "،
(المزمور، ١٣٧ سفر المزامير) .
اي ان من شروط بناء هذه الدولة هو تدمير العراق، وهذا واجب عقائدي وشرعي على كل يهودي يعتقد باسرائيل،
ومن الناحية الاخرى، يزعم البعض ان التطبيع مع اسرائيل، سيكون بمثابة الحل النهائي، لما يعيشه العراق من صراعات وانقسامات، ليكون بذلك اعترافا صريحا، بان المتسبب بكل تلك الازمات، هو ذلك الكيان الصهيوني
وادواته، ومن يقف وراءه من امريكا ودول اوربا.
هذا القطيع المتبني لتلك الافكار، وبعد اعترافه الصريح بما ورد سابقا، يرفض رفضا قاطع فكرة اتهام اسرائيل وامريكا وادواتها، ويجابه من يقوم بذلك بالسخرية والتهكم، ويلقي باللوم على من يحاول التصدي لمشروع التطبيع، لانه بكل بساطة قطيع، لا يعرف سوى صوت الجرس، الذي يقرعه الراعي؛
اشارة للامر بالسير خلفه دون اي تفكير.
https://telegram.me/buratha