المقالات

العراق عصي على التطبيع مع كيان الاحتلال الصهيوني


  د.محمد العبادي ||

 

تطورت الأساليب والخطط في عصرنا الحاضر لدى أكثر الدول ، فلم يعد الأسلوب المباشر في رسم العلاقات هو الأسلوب الأفضل ، بل تلجأ الدول إلى تنويع الأساليب وحسب ما تقتضيه المصلحة . لقد كشفت إسرائيل عن بعض الوثائق الإستخبارية بعد أن رفعت عنها السرية في قيام أجهزتها باستدراج الخصوم وتمييع مواقفهم  ، وجلبهم إلى حضيرة الطاعة ، حيث تبين لنا ان أكثر من زعيم عربي كان قد تنطع بالمقاومة وطنطن بخطاباته الرنانة ضد أسرائيل ، لكنهم  كانوا في نفس الوقت يقيمون علاقات وصداقات سرية مع قادة الاحتلال الصهيوني وحسبنا ان نشير  إلى بعض تلك العلاقات السرية ونشير الى  ماكتبه محلل الأمن الاسرائيلي يوسي ميلمان في صحيفة معاريف الإسرائيلية عن وجود علاقة ولقاءات وتعاون بين الملك حسين وقادة الكيان الصهيوني، وأن تلك اللقاءات بدأت منذ سنة ١٩٦٣م !  وأيضا نشير إلى ماذكرته صحيفة (يديعوت احرونوت ) العبرية حول تجنيد أحد الشخصيات الكبيرة المقربة من دائرة الرئاسة في مصر (أشرف مروان )وتقديمه معلومات هامة وحساسة لإسرائيل ، بل والعمل على ترويض تلك الدائرة الضيقة وتضليلها ، ولم يكن اشرف مروان هو الشخص الوحيد كما يقول جهاز الموساد . وأيضا نشير إلى علاقات ملك المغرب الحسن الثاني ،! كل تلك العلاقات السرية كانت قائمة وبقوة في الوقت الذي يظهرون في القمم العربية والمؤتمرات الدولية دفاعهم عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني والأراضي العربية .   ان مثل هذه المواقف عند بعض القادة العرب تدعو إلى أخذ الحيطة واليقظة  والحذر خشية أن يخرج من بين صفوف السياسيين من هو على شاكلتهم . لقد شاهدنا دول كثيرة تهرول للتطبيع بلا حياء وبلا مقابل .  ان التطبيع العلني مع العراق وفي هذا الوقت بالذات غير ممكن ، وقادة الاحتلال الإسرائيلي يعلمون ذلك ، لاسيما وأن الشعب العراقي له مواقف مشهودة في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه المغصوبة ، وقد جاد العراق بالأموال والأنفس والمواقف الصلبة لنصرة القضية الفلسطينية. نعم من الممكن أن يحابي الصهاينة بعض الجماعات الصغيرة أو الأفراد من أصحاب المصالح والأهداف الضيقة ، ولأجله اذا كان لدى الصهاينة النية في وضع خطة للتطويع ومن ثم التطبيع فلا يمكن تطبيقها بشكل علني بل بشكل سري وتدريجي كما حصل لبعض الأنظمة التي دخلت في معاهدات أو اتفاقات التطبيع مع الصهاينة ، حيث طبعت تجاريا ورياضيا وثافيا وحتى أمنيا ثم توجت ذلك بقرار التطبيع الكامل .    إن التطبيع وحسب تصوري هو نتيجة جهود سرية استغرقت زمنا طويلا حتى وصل إلى هذه النتيجة .   ان الأنظمة المطبعة كانت ولازالت مخترقة أمنيا وسياسيا وخاصة من الحلقات الضيقة ، وهي تؤدي أدوارا مرحلية للوصول بهذه الأنظمة وشخوصها إلى التبعية والإستلاب الكامل  . ان المواقف التي يطلقها بعض الزعماء والمسؤولين وبلغة واضحة وصريحة ضد التطبيع هي مواقف محمودة وشجاعة ، لكني أتعجب ان يطلق (بعضهم)  على خيانة التطبيع ( حق سيادي وشأن داخلي )!!!. إن هذه خدعة وتضليل ، وأظن أن واحدة من نقاط النفوذ الإسرائيلي هم  هؤلاء الأفراد والجماعات والذين يبذلون أقصى المودة لأنظمة التطبيع العربي ويترددون على أبوابهم في جلسات سرية مليئة بالسمر والراحة .   ان الإبتعاد عن المحور الأمريكي الصهيوني وذيوله ، والاقتراب من المحور المناهض والمقاوم له   هو بوصلة النجاة من طوق التطبيع الذي يلتف حول عنق أولئك الذين يقتربون من أصدقاء أمريكا ، وغير ذلك هو تضييع للجهود والمواقف .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك