د.محمد العبادي ||
كثير من الناس قد حفظ مجموعة من المصطلحات قد سمعها من السياسيين ، أو من الإعلاميين، وربما سمعها في المحافل العامة ، أو من خلال مناسبات مختلفة ، هذه المصطلحات تارة تقسمنا على أساس طائفي وديني مثل ( الشيعة ، السنة ، المسيح ، الصائبة، الايزديين و..و.الخ ).
وتارة تشطرنا على أساس قومي مثل ( العرب السنة ، العرب الشيعة ، الكرد ، التركمان ، الكرد الفيليين ) .
وتارة تقسمنا على أساس سياسي، وتنظيمي ( حزب كذا ، وحركة كيت ، وتيار وتجمع كذا و...) .
، وأخرى على أساس مناطقي ( النجفيين - الكربلائيين ...).
وقد أنزلنا الدهر في التشظي ثم أنزلنا حتى وصلنا الى التفاخر بالعشائر .
من المؤسف أن تقسيم المجتمع على أساس سياسي والاصطلاحات التي يستخدمها السياسيون مع أوضد بعضهم بعضا قد ساهمت في تمزيق لحمة المجتمع(وربما) يأتي دور الأحزاب وثقافتها واصطلاحاتها وأساليبها التي تستخدمها في علاقاتها مع الآخر أو حتى في إنضباطها وعلاقاتها الداخلية بالمرتبة الأولى في تفتيت المجتمع .
ان اللغة والاصطلاحات التي تستخدمها (أكثر ) الجهات السياسية (حزبية أو مستقلة ) في علاقاتها مع بعضها هي لغة كريهة واستقطابية وانانية ومخيبة للآمال لانها فاقدة للإحترام في العلاقة مع الآخر ، بل تفتقد للرؤية الاستراتيجية الوطنية والبناءة .
وعليه ندعو إلى مراجعة نقدية للخطاب، والسلوك ، والقرار السياسي .
أما الإعلام ودوره ؛ فهو بأنواعه يعتبر سلطة لها نفوذ في أغلب مفاصل الحياة ، ومن المفروض ان تكون رسالته مهنية وموضوعية ، ويعمل على تثقيف المجتمع ثقافة إيجابية ، وأيضا من المفروض أن تكون رسالة الإعلام قائمة على معالجة أو توضيح مشكلات الحياة المختلفة ، بل إلى تقديم المقترحات والبرامج المفيدة إلا أننا نشاهد (كثير) من الإعلام لاينطلق بحرية أو مهنية عندما يتناول موضوعات معينة ،وانما تسعى (كثير) الفضائيات أو القنوات والمواقع الإعلامية نحو الأهداف الضيقة ، الأمر الذي جعل من ذلك الإعلام يجري وراء الإثارة ، ويبتعد عن الموضوعية في الطرح ، ويصبح حكرا لاهداف الجهة الممولة . وبإمكاننا ان نشاهد لغة التحريض ومصطلحات الإثارة والاستفزاز وتحريك العواطف وتجييشها هو السمة الغالبة على هذا الإعلام الأصفر ، مما أدى إلى تصدع الوحدة الاجتماعية .
لقد ساهم هذا الإعلام في تفتيتنا باستخدام أساليب ولغة الخطاب الطائفي الكريهة بحيث أنك تجد أهالي السنة يتداولون اشرطة ومقاطع ومنشورات تسيء إلى الشيعة، أو بالعكس تجد الشيعة تصلهم مقاطع ومنشورات ويتداولونها عن اهل السنة من دون وعي أو تمحيص لمحتواها وأهدافه ، وهذا الأمر ينسحب على السياسة والسياسيين ومايقولونه حتى تنتشر اقوالهم المثيرة والرنانة بشكل لافت ، وقد عمل على إخراجها شبكة منسقة من الحسابات على تويتر أو مجموعة من الصفحات على الفيس بوك وتقوم بالترويج لذلك .
ومن هذه المقالة أدعو إلى أن يكون هناك إطار قانوني للانترنيت وأن تعمل الجهات المسؤولة على سد النواقص والثغرات التي يعمل من خلالها أصحاب الأنشطة الهدامة .
ان الاعلام يمكن أن يحتل المرتبة الثانية في التأثير على وحدة المجتمع .
ومما تتقدم يظهر ان على السياسيين والإعلاميين أن يبتعدو عن اللجوء إلى لغة الاستفزاز ، وأن يعملوا على رتق الفتق الذي احدثوه من خلال استخدام لغة تقريبية ، بل حتى إلى عقد لقاءات تشاورية وتصالحية من أجل تنقية الأجواء السياسية والاجتماعية وسينعكس ذلك على وحدة المجتمع واستقراره .
https://telegram.me/buratha