المقالات

أقواس الألوان..!

1181 2021-02-06

  د.نعمه العبادي ||   تمثل الألوان أحد أعظم النعم الإلهية، والتي أضافت على الوجود بهجة وجمالاً متفرداً، كما انها أتاحت مدى غير متناهي للقدرة على تمايز الاشياء. بدأت علاقة الانسان معها منذ اللحظات الأولى للشروع في حركة الحياة، ومثلما تطورت الخبرات البشرية في التعاطي مع الكثير من مفردات الحياة مثل المأكل والملبس، فإن العلاقة مع اللون قطعت أشواطاً كبيرة عبر الاجيال المتعاقبة والخبرات المتراكمة. محددات مختلفة تؤثر أو تفرض خيارات معينة من الألوان، فهناك محدد الجنس، إذ تعد بعض الألوان (في الغالب) نسائية، فيما تقابلها ألوان رجالية، وهناك محدد المرحلة العمرية، فقد ارتبطت بعض الالوان بمراحل عمرية معينة، وتعد الفصول والجغرافية محدداً مؤثراً في خيارات الالوان، ثم يتقدم كل هذه المحددات محدد آخر يتثمثل في التوجهات الثقافية خلال مرحلة زمانية محددة أو في مساحة جغرافية معينة، والذي انتج ألوان الموديلات او الالوان التي تميز نمطاً ثقافياً عن غيره أو مجموعة سكانية عن نظيراتها، وهكذا دخل مستوى التعليم والنمط المعاشي وطبيعة المهمة او الغاية التي يتم لاجلها اختيار اللون، كمحددات اخرى في قضية الاختيار وانتخاب الالوان. اثبتت التجارب، ان هناك وعياً فطرياً متبايناً بين الافراد فيما يتصل بالخيارات اللونية، ويظهر بشكل واضح قدرة المرتكز الفطري الواعي على انتخاب الاجمل والافضل والاكثر ملائمة حتى مع التعليم المحدود والبيئة الثقافية والاجتماعية الفقيرة.  تعدى معطى اللون من كونه بعداً جمالياً الى مستوى اخذه كأحد الاركان التي تستند عليها (هوية ما)، وقد صار ارتباطاً جدلياً بين لون ما وهوية او خصوصية معينة، الامر الذي ادخل اللون في الثقافة والسياسة والاجتماع وحتى الدين، والذي أقتضى تنمية البحث في هذا المجال الواسع في أكثر من حقل معرفي، وكل منها يقارب الموضوع من زاويته. حري بالذكر، ان خيارات الانسان وموقفه من الالوان تختلف من مرحلة عمرية الى اخرى، لذلك يحتاج الى تجربة ما لم يألفه من الالوان التي يتصور انها الوحيدة التي تلائمه.. اتمنى ان تكون هذه الاضاءة قد لامست زواية لم تقاربها يد البحث كثيراً.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك