المقالات

تهديد اسرائيل و"ساعة طهران"!


 

محمود الهاشمي ||

 

أكد رئيس اركان جيش الاحتلال الصهيوني بانه سيتم تشكيل تحالف من اسرائيل ومصر والاردن واليونان وقبرص ودول الخليج لغرض محاربة ايران ،بالمقابل فان الناطق الرسمي باسم القوات الايرانية سرعان مارد (سنسوي الارض بتل ابيب وحيفا )!!

بين هذين التصريحين مساحة كبيرة من الكلام .

لم ترفع اسرائيل من منسوب تصريحاتها ضد الجمهورية الاسلامية بهذا الشكل الصريح مثل هذه المرة ،فقد اعتدنا ان نقرأ بين السطور عن مشروع هجوم اسرائيلي يستهدف المنشآت النووية الايرانية ،فيما لم تؤيد ذلك جهة دولية بما في ذلك الولايات المتحدة !

ان اعلان حرب من قبل اي دولة في العالم يجب ان يحمل اسباب (مقبولة) كي يتفهم العالم الحاجة للحرب ! وفي حال القيام بهذه الحرب دون سبب منطقي وقانوني فعلى من  اشعل الحرب تحمل نتائجه ! ونسأل ؛- ان دولا عديدة تمتلك اسلحة نووية ومنها اسرائيل ،فلماذا لايحق لايران ان تمتلكها ؟

صحيح ان العقيدة الاسلامية الحاكمة في ايران تحرم انتاج الاسلحة النووية واستخدامها للحرب لانها تحمل صفة (الابادة) للجنس البشري الذي خلقه الله باحسن تقويم ،ولكن حق الدفاع مكفول بالاسلام كما ان استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية اصبح واحدا من المصادر المهمة بالعالم .

ما الذي دفع اسرائيل لاعلان الحرب ؟

ادركت اسرائيل ان دول اوربا دخلت مرحلة الشيخوخة ولذا قال عنها ترامب (القارة العجوز ) وقال عن (حلف الناتو ) اصبح قديما !

وبذا ماعادت تعول على (العجائز ) للدفاع عنها ،كما ادركت ان الولايات المتحدة بدأت بالضعف وانحسار النفوذ وهي  غير جاهزة للانخراط في حرب لاتصب بمصلحة شعبها .

ترامب كان يخطط في صناعة كتلة اقتصادية وعسكرية في منطقة الشرق الاوسط تقودها اسرائيل عسكريا وتمولها دول الخليج وجيوشها من مصر والاردن وربما السودان والاردن ،للتعويض عن الانسحاب الاميركي باتجاه المحيط الهادي حيث الصين .

هذا المشروع لاحت ملامحه عبر سلسلة من الاجراءات بدأ بمؤتمر وارسو وورشة البحرين وصولا للتطبيع مع البحرين والامارات والمغرب والسودان ،والامتيازات التي منحها ترامب لاسرائيل وغيرها وكان مخططا ان يكون العراق جزءً منه ،ومجيء الكاظمي ولقاءاته الثلاثية مع رؤوساء الاردن ومصر وعقد الاتفاقيات  تصب بذات المشروع ،لكن كل هذا المخطط اصطدم بهزيمة (ترامب ) وعودة الديمقراطي الى ادارة الحكم في امريكا وتداعيات الانتخابات ونتائجها سواء على امريكا او المنطقة !

الدول المقترحة للانضمام الى (حلف اسرائيل ) غير مستعدة للذهاب الى حرب تخسر فيها خسارتين الاولى سمعتها ،فشعوب هذه الدول ثقافتها ضد اسرائيل ،واذا كانت السعودية دفعت المليارات الى مصر للانخراط معها في حرب ضد اليمن فكانت ردة فعل الشعب المصري واسعة جعلت الطرفان المصري والسعودي يغلقان الموضوع بالتمام ،فكيف سيتقبل المصريون القتال مع اسرائيل وهم يغلون عليهم غيظاً وهذا يتمدد على الاردن والسودان والمغرب ايضا ،فيما دول الخليج اذا ارادت ان تذهب مع هذه الحرب ضد ايران فلابد ان تحتاج الغطاء والدعم الاميركي وهذا غائب والادارة الاميركية ،الجديدة تسعى الى تهدئة منطقة الشرق الوسط وهذا تجلى في رغبتها حل مشكلة اليمن

والعودة للاتفاق النووي مع ايران !

السعودية تعيش وضعا صعبا سواء في الحرب على اليمن والنزاع مع انصار الله وتلقيها ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية ،وسواء فقدانها الهيمنة السابقة على دول الخليج وقرارتها ،وهذا ماتجلى في قمة مجلس التعاون الاخيرة وخيبة النتائج !

لذا ادركت خطورة الموقف فعاجلت زيارة روسيا وفرنسا لايجاد الحلول ،فيما ارسلت الامارات وفودها الى طهران للاطمئنان على مصيرها ،وهي تدرك معنى المنازلة مع ايران !

اما عمان والكويت فابعد مايكون عن الانخراط باي حرب ،وقد زار وكيل وزير الخارجية الايراني الكويت للتحاور بشأن مصير المنطقة وقدم اوراق تفاهمات لامن المنطقة ومستقبلها !

البحرين تخنقها المعارضة ،وقطر صديقة لايران .

اسرائيل تعلم ان حربا دون الولايات المتحدة تعني الخسارة وتعني زوالها ،لانها قد تبدأ ولكن لانهاية لها ،وتدرك ان ايران ستواجهها بعمق استراتيجي من كل صوب وحدب قبل ان تردها صواريخ ايران الاستراتيجية!

اليونان البلد الاكثر تدهورا اقتصاديا في اوربا ،ويعيش على المساعدات الاوربية ،ثم ما خلافه مع ايران كي يدخل الحرب معها ؟

وما مصلحته في اسرائيل كي يضحي من اجلها ؟

المرحلة المقبلة تؤكد ان الولايات المتحدة لم يعد (الجنس الابيض) من يحكمها فقد تداخلت الوانها ،ولاحت بوادر فرقتها وضعفها ،وباتت الصين (خصمها) الاول .

بالمقابل فان بوادر تشكيل قوة جديدة قد اتضحت وطريق الحرير اصبح سالكا حتى البحر الابيض المتوسط ،وان الساعة التي علقها الشعب الايراني في طهران للعد بانهيار. امريكا وزوال اسرائيل باتت عقاربها اكثر سرعة .!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك