حسن المياح ||
العلمانية وسليلتها اللاشرعية , المنبثقة منها ولادة إصطناع , بتلقيح صناعي من هجين لا يمت صلة الى ما هو علماني أصالة , ولا هو مدنية بلبوس علماني تفرعآ , حاملآ لجينات الجذر الأساس لما هو صيرورة تكوين مدنية , وإستيلاد نظام يحكم الحياة ...... ???
والعلمانية جاءت على أنقاض ومخلفات التسلط الكنسي المسيحي لرجال الدين الإكليروس , وما قاموا به هؤلاء الرجال من حاكمية فاسدة وظلم وقتل وإعدام لكل من يعارض تعاليمهم الكنسية التي إبتدعوها تحقيقآ لمنافع ذواتهم المجرمة الهابطة , ونفوسهم المنحرفة إعتقادآ السالكة لفعل ما هو محرم في شرع الله سبحانه من كهانة إكليروسية وتفسيرات براجماتية ذاتية لا علاقة لها بدين إلهي منزل , أو شريعة سماء معصومة نازلة وحيآ لقيادة الإنسان فردآ وإجتماعآ والحياة ....... ???
فكل هذا قد أدى الى تحريف الدين المسيحي الذي جاء به نبي الله ورسوله الكريم السيد المسيح عليه السلام , ومحق تشريعاته تزويرآ , وتغيير أحكامه تزييفآ , وعلى موجبه تجمدت العقول عن التفكير فيما يخالف آرثوذكسيات الكنيسة المستبدة الطاغية المتفرعنة الحاكمة الظالمة , وقمع كل تحرك نابض بحياة إنفتاح وتفكر جاد , وسلبت الحريات وأخرجت من قاموس التصرف والسلوك الإنساني , ونصبت المشانق والمقاصل , وهيئت المجازر قتلآ وذبحآ وقطع رؤوس , وما الى ذلك من إرهاب وإجرام , وتقييد وتكبيل , وحكر وإحتكار ....... ???
ولما بدأ عصر النهضة الأوربية في أوربا , وإنطلق الإنسان المتمرد الأوربي شارعآ عقله بالتفكر , وتحركه بفك القيود وقطع السلاسل التي كانت تكبله وتمنعه من التحرر , وبدأ يطلق العنان للتفكير العلمي الجاد , فظهرت الكشوفات العلمية والفلكية , وبزغ نور التحرر والتخلص من وهدة ظلام الجاهلية والتحجر , وبدأ الإنسان الأوربي يعيش متحررآ من قيود رجال الدين الكنسي , وتكبيلاتهم اللاإنسانية المجرمة , فأعلنوا كرد فعل مضاد محارب قائلين وعاملين على ما قالوه من , أن الدين ضد الدنيا والحياة ( طبعآ تعاليم وأوامر رجال الدين الكنسي , وليس دين السيد المسيح عليه السلام ) , وقد أفل نجمه , وبانت خرافاته وخزعبلاته وهرطقاته , وأنه كان حجرة عثرة والسور الفولاذي المانع للتطور والتقدم والتحرر والعيش برفاهية وسلام وأمن وسعادة .
وهلل الخدج المدنيون المتبرعمون دعاميص أنابيب التلقيح الصناعي , وروجوا الى فكرة عزل وفصل الدين ( كما يسمونه جزافآ وتزويرآ وإعمامآ ) عن الحياة والدنيا , ولا يمكن للدين أن يقود الحياة موجودات وأشياءآ , وأن الدين يضاد الدنيا , ولم يكن النظام الصالح للقيادة والإدارة والتصرف ; وإنما البديل الأقوم والأصلح هو نظام التعلمن والتمدن , وأنه النظام الأمثل الذي يؤكد هوية الإنسان ويثبتها , ويربيه على المواطنة المؤمنة المعتقدة بقداسة تربة الوطن التي فيها يلد , وعليها يدرج وينمو , ويتعلم ويتثقف ..... ???
وتلك هي العلمانية وفرختها اللاشرعية المدنية التي عنها يتحدثون ويتمشدقون ..... , واليها ينتمون ويوالون ..... , وبها يتفاخرون ويستكبرون ...... ???
وعلى أساس هذه المغالطة الواضحة الفاحشة المجرمة , وهذا التخليط المهرطق المزيف , أسسوا وجودهم الإنساني , وبنو تعاملاتهم في عيشهم الدنيوي ; وجعلوا من الدين ملهاة سلوك شخصي يتسلى بها الفرد متى ما رغب اليها أو إحتاجها سلوى لتفريغ هموم الحياة التي منها يشكو ويتألم .
وعلى أساس هذه الصفاقة المتبلدة , يحاربون الإسلام ( بدلآ من هلوسات تعاليم رجال الكنيسة وفروضاتهم الجاهلة ) , ويقولون عنه أنه شأن شخصي وسلوك فردي يتعاطاه الإنسان مع ما ومن يعبد , ولم يكن هو النظام الإجتماعي السياسي الذي يحكم الحياة , ويقود الإنسان أفرادآ وإجتماعآ , ويسود إدارة شؤون البلاد والعباد ..... ???
هذه هي أهزولة العلمانية وهزالها الهابط , وهذه أضحوكة المدنية وتسافلها المنحرف السافل , وهذه هي سخرية القدر التي تتحكم في العقول المتحجرة تطلعات للآفاق العلا المفتوحة تفكيرآ واعيآ وتوفيقات , وفي الأذهان المتكلسة غباءآ وتلوثات , وفي الخوض الخابط عشوة في التنافس والتسابق على تحقيق براجماتيات إنتماء الذات وولاء الحزب الذي يرتكز عليه إرهابآ وظلمآ وتجويعآ وتعسفات ...... ???
العلمانية وما ينسل منها من تمدن غاش خادع , تخجل أن ترفع بصرها الى السماء , وتشخص اليها تطلعآ مؤمنآ حضاريآ , وإنفتاحآ فكريآ وإبداع إكتشافات , وأنها الخجولة المائعة إرتخاءآ ~ بلا حياء ولا سمت عز ولا فضيلة كرامة ~ التي لا تقوى " وهي غير المهيئة " على عقد علاقة إلتقاء مع من ينتشلها من سقوطها الراكد أرضآ , ويلتقطها من إنحرافها إستقامة , ويخرجها من قذاراتها المرتكسة فيها , ويخلصها من جمود وحل تفكيرها المتحجر , ويطلقها حرة ترفل إبداعات وإبتكارات , وتتطلع الى إكتشافات ومنجزات , إذا تجردت متحررة من عوالق إلتصاقاتها بالأرض , وتحررت من قيود تحجرات النزوات , وتجمدات الرغبات , وجواذب المشتهيات ..... , وطارت محلقة علوآ وسموآ وسموقآ سالكة طريق إستقامة عقيدة لا إله إلا الله , شريعة ونظام حياة , وسلوك تعامل ونبالة أخلاق .
وبذلك تتخلص من شرنقة قيود تحجرها الفكري المائل , وأسر جمودها الذهني المنحرف الذي يدعو الى فصل الدين عن الدولة والدنيا والحياة ...... ???
وأخيرآ ..... أقول :
هل تسير القافلة بلا دليل راشد قائد , يبصر الطريق ويكشف منزلقاته وإنحرافاته , ويلم بمنحنياته وتعرجاته , وإلتواءاته وأبلقاته , وتفرعاته , وتشعباته , وهبوطاته وإرتفاعاته....... , وما الى ذلك من مطبات ومعرقلات , وحواجز ومانعات ....... ???
وذلك هو الإسلام عقيدة توحيد رسالية , وتشريعات عبادات ومعاملات وسلوك وقيم أخلاق , ونظام إجتماعي سياسي يقود الإنسان , ويسعد الحياة .... !!! ???
ــــــ
https://telegram.me/buratha