المقالات

♦️ حق الدولة الجارة♦️


 

🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||

 

كان العَرب يَتفاخرون بحُسن الجوار حتى قبل الإسلام ، و كانوا يتفاخرون بإكرام الجار ، و الإحسان إليه، و القيام بواجبهم نحوه خير قيام ، فلمّا جاءَ الإسلام حرصَ على استمرار هذا الخلق العظيم في مراعاة حق الجار، قال تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ)؛ حيث أوجَبَ الله على المُسلمين أن يُحسنوا إلى الجار قريبًا أم بعيدًا ، عربيًّا أم أعجميًا ، من دون تمييزٍ بين عرقٍ و عرق، أو لونٍ ولون؛ فالجار جارٌ له احترامُه، و مَكانته ، و له اعتِباره، و له حقوقٌ، سواءً كان مُسلمًا أو غير مسلم . 

نحن نقول اضافة لذلك و الكلام كان  على مستوى الفرد و اسرته ، و لكن ينسحب ذلك الحق بحسن الجوار الى الامة باكملها الى الامة الاخرى .

حين نرى ان حقوق الجار و الذي حثت عليه الشريعة المقدسة في كافة  مواردها هي تنطبق على مستوى العموم لتشمل بمفهومها حق جوار الى  الدولة لدولة الاخرى ، لان بالاصل لا يوجد رسم لحدود الدول بمفهوم الشريعة المقدسة و بالنتيجة ان تكوين الدول اصلا عبارة عن حق لجار ممتد بتسلسله ليشمل كل افراد الامة الواحدة الى ان يصل الى افراد الامة المجارة الاخرى .

ان قضية مراعاة حقوق حسن الجوار يراد الاهتمام بها على مستوى الافراد و الامم .

 ان نصف المشاكل الاجتماعية و التي منها العشائرية  و السياسية و الاقتصادية و العسكرية و الامنية و الاممية ، بسبب عدم صيانة امر حسن الجوار و الابتعاد عن قيمه الانسانية و الشرعية ، والا بصيانة هذا الحق ستجد كثير من الامور المعقدة ستحل دون الذهاب الى الحلول العسكرية و غيرها .

وان الاحتلال عمد الى تدمير قيم حسن الجوار بين الافراد و الدول و الامم .

وهذا مالمسناه في العراق و بوجود دول الاحتلال ، حيث وجدنا عدم حسن الجوار ،  من بعض الدول و التي مثلت بمخططاتها مع المحتل العصى الضاربة بها النظام الداخلي ، فوجدت الطائفية و التهجير و الدواعش و ما شابه ، بينما نجد هناك من الدول من صانت حسن الجوار و  وقفت معه في مقاومة كل ذلك .

نحن نؤكد وندعوا الى حسن الجوار على مستوى الفرد والجماعة و الأمة و الدول و بذلك النجاة و الفوز العظيم

اللهم احفظ العراق و شعبه

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك