حسن المياح||
مرض أخلاقية الهزيمة / 21
~ من خداع التفكير والتصريح , ونفاق السلوك وتلون العمل , والإلحاح الشفاهي بالمطالبات والتأكيدات , وغش الظهور والتلبسات , .....
يتصور الحاكم الظالم , والسياسي الفاسد , والقائد الناهب , أنه يفلح في الغش والغدر والإفتراء والمخادعة , مراءاة وتمويهات , وإقناعآ وتصديقات , .....
وأنه الناجح قيادة والصادق إصلاحآ , وهو الكارزما حكمآ وإتباعآ , وأنه الرمز الموهوب وعيآ سياسيآ الجاذب للجماهير المكون منهم قاعدة وتأسيسسآ .... ???
وكل ذلك ظن ... , وحسب , مستغفلآ ذاته , ضاحكآ من نفسه , ساخرآ من الأتباع الذين إياه يصنمون , والشهرة يوثنون فيتبعون , واليه يتقربون بالطاعات والقرابين ~
وذلك هو مرض أخلاقية الهزيمة الذي عنه يسألون ... ???
حقيقة الحاكم والسياسي والقائد الأجوف عقلآ ... والفاقد وعيآ ... والعابث تصرفآ ... ,أنه لا ينتج فكرآ , ولا يحسن الصنع سلوكآ وتصرفآ .... ,
لأن الأساس الذي يقوم عليه التفكير الجاد الناجح المنتج عطاءآ وثراءآ هو العقل الواعي المنفتح الذي يعي مدركآ ويفكر متأملآ , المؤكد منه العطاء المثمر , والموثوق فيه من تقديم الإنجازات والأعمال الطيبة الصالحة .
وإن العاقل الواعي لا تطربه ولا تستهويه الإدعاءات الفارغة المزمجرة رعودآ والصرخات الزاعمة بهتانآ للتغيير , ولا تغره ولا تغريه مزاعم الإصلاح مطالبة موهمة وقيادة واهية منتفعة , لأنه يعلم أنها أساليب الثعلب الماكر , المتحورب تلون سلوك , من أجل أن يحقق في كل ميدان يلجه , منفعة ذات طامعة , ومصلحة وجود حاكم متسلط . وهو الطامع جشعآ بشراهة الى تنفيذ رغباته مكيافيليآ بنهم ناقم وإسراف مستأثر , وهو يدعي السلوك الرسالي المؤمن القويم الذي يتخذه غطاءآ , ويستخدمه حيلة يتوسلها من أجل تمرير إجرامه الطامع المنتقم , مهما تزي بأي لباس يرتديه ليستره , وبأي أبلقة تفكير يلوكها إجترارآ خادعآ لتكون بضاعة سوق رائجة جاذبة وهو المنسلخ منها عقيدة وإيمانآ وسلوكآ وتطبيقآ , وأنها هي السلاح الذي يفرض من خلاله تحقيق أجندة وتخطيطات ما يريد ... , ويهدف ... , ويتغيا ... ???
وهؤلاء ( الحاكم والسياسي والقائد ) حقآ يخدعون بالزي الذي يرتدون ظاهرآ , وهم في الأعماق والدفائن يضمرون الخراب والتدمير , والشلع والقلع , والتحطيم والتفليس , من أجل بناء الذات , وتعمير الجيب , والضمان الحافظ للوجود الناهب الظالم المستأثر , ولتخطي عاديات الزمن وما يخبئه المستقبل من تحولات وتقلبات , وتغييرات وتحديدات , ومحاكمات وتلويح محاسبات , وما يضمره قادم الأيام من غدر وإفتضاح , وإنكشاف وتعريات , وإعترافات وإنتقادات , وتسريبات وتطييرات , وإنسلاخ إنتماء وإنسحاب ولاءات , ...... ???
لأنهم يعلمون أن سلوكهم العامل الفاعل براجماتي فردي ذاتي النفع , وأنه لا بد له يومآ ما من الإنكشاف والإفتضاح , وتظهر حقيقة معدنهم الأساس الذي هو القوام والحقيقة ... ???
وأن الزمن كفيل بذلك عاجلآ وآجلآ , لأنه لا بد أن يحصحص الحق ويبان , ويظهر ويعلن , مهما حجبته التزييفات وطمرته الخداعات وغيبته التمويهات والإدعاءات والمزاعم والإفتراءات , لأن الله سبحانه وتعالى قد خلق الكون والوجود على أساس الخير والصلاح . وهكذا خلقت فطرة الإنسان وركبت , وعلى أساسها يكون الهدى والتفكير والسلوك والإتزان .
وقديمآ قيل شعرآ حكيمآ راشدآ على لسان الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى :
ومهما تكن عند إمريء من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم
ومن أصدق من الله قولآ , حيث يقول في سورة التكوير :
(( فأين تذهبون ))
https://telegram.me/buratha