د.محمد العبادي ||
قدمت الأمة الإسلامية كثير من الرجال الذين ترجموا تعاليم الإسلام في حياتهم اليومية ؛ ومن ذلك ما قدمه بعض الشهداء الذين رحلوا عنا حيث قدموا درسا عميقا في الخدمة والتواضع ، وقد بقيت قصصهم بقيت محط اعجاب وتقدير الناس ؛ وسأنقل لكم قصتان من بعض المسؤولين في ايران ؛ حيث سجلوا مواقفهم على مسرح هذه الحياة ؛ ثم رحلوا عنا بعد أن رفعهم الله واختارهم إلى قربه شهداء.
القصة الأولى: في سنة ٢٠٠١م إلتقى السيد الخامنئي بأعضاء الحكومة وكان يتحدث لهم على : ان حضور المسؤولين في صلاة الجمعة والجلوس بين صفوف الناس والإستماع إليهم هو نقطة قوة تحسب للوزراء والمسؤولين ، - ثم عزز ذلك بمثال - وقال : نقل لي المرحوم الشهيد كلانتري أنه كان جالسا في صلاة الجمعة ، وفي تلك الأثناء إلتفت إليه رجل يجلس الى جانبه ، وقال له ( شوف هاي الدنيا اشگد اتغيرت) يقول الشهيد كلانتري قلت له : اشلون . ( شتقصد )؟! قال : ذلك الرجل الذي يجلس امامنا ، وأشار بيده وقال: هو وزير . المرحوم الشهيد كلانتري يقول نظرت إلى حيث أشار واذا هو (عباس بور وزير الطاقة) ، وقلت للرجل : سأقول لك شيء أعجب مماقلت لي : أنا أيضا وزير .
القصة الثانية : في أوائل الثورة الإسلامية في إيران كان الشهيد حسين توسلي مديرا للتربية ، وفي أحد الأيام قام بزيارة أحدى المدارس في ضواحي طهران ، وألقى كلمة بحضور الوفد المرافق وأعضاء الهيئة التدريسية والطلاب ، وأثناء إلقاء الكلمة دخل والده إلى تلك المدرسة وهو يدفع بعربة محملة ببراميل النفط الصغيرة ( الجليكانات ) ، ووقع نظره على أبيه وهو يقوم بإفراغ حصة النفط الخاصة بالمدرسة لفصل الشتاء ؛ عندها قطع كلمته وقال : إنه والدي . استأذنكم . وذهب لمساعدة والده ، وقام بإفراغ تلك الجليكانات...
ان هذه القصص تعكس نموذج الرجال الذين قدمتهم الثورة الإسلامية للاجيال ليصنعوا الحياة وتكون دافعا لهم في خوض معتركها الصعب .
https://telegram.me/buratha