يوسف الراشد ||
اللهم لاتجعلها شماته ولكن من حفر .... حفرة لاخية وقعة فيها وهذا هو حال الدنيا فكما يقال في المثل الدارج ( النار التي تشب في دار اخيك فسياتي يوم وقد تشب في دارك ) .
فكردستان التي تعتبر امنة ومستقرة وملاذ المجرمين والقتله والخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة وتتواجد فيها شبكات التجسس والموساد والقنصليات ومحطات الاعلام والفضائيات التي تبث الفرقة والفتنة وتغذي الاقتتال والتناحر ولم تكن يوما من الايام في حضن الوطن الواحد بل تسعى الى الانفصال .
شمال العراق سابقا والذي اصبح اليوم يسمى اقليم كردستان هو بؤرة من بؤر الفتنة والتجسس والذي كان في خلافات ومشاكل مع الحكومات التي حكمت العراق منذ عهد الملوكية ثم الجمهورية والعارفية وحكومة البعث وبعد التغيير حتى يومنا هذا وهو يسعى جاهدا لاثارة الفوضى وعدم الاستقرار في حكومة المركز ( ببغداد ) ويغذي ويأوى الجماعات الارهابية التي كانت وماتزال سبب الفوضى وعدم الاستقرار.
هاهي اليوم حكومة كردستان تحصد ما جنت ومازرعت فالنار التي كانت تحرق وتغذي بها الغير وتشب بها الصراعات في بغداد ومحافظات العراق الاخرى فقد احرقتها وهاهم اليوم مواطني كردستان يطالبون بحقوقهم ورواتبهم المسلوبة من قبل زمرة مسعود برزاني وحكومة الاقليم .
فقد قوبلت الجماهير المنتفظة بالحديد والنار فقد ارتفعت حصيلة الشهداء الذين سقطوا خلال التظاهرات العارمة التي اندلعت في الاقليم احتجاجا على تاخر الرواتب وقلة الخدمات الى خمسة شهداء لحد الان ومن ظمنهم طفل يبلغ من العمر 11 عاما وعشرات الاصابات برصاص القوات الامنية وقوات مكافحة الشغب في الاقليم .
وشهدت بعض مناطق الاقليم لليوم الرابع تظاهرات عارمة احتجاجا على سوء الخدمات وتاخر صرف الرواتب للموظفين مع تزايد ارتفاع اعداد الضحايا والاصابات في ظل التعميم الاعلامي من قبل فضائيات الفتنة وسكوت وتغافل منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان لما يحدث وما يتعرض له المواطنين من استخدام القوات الامنية هناك في الاقليم من القنابل الدخانية او اطلاق العتاد الحي لتفرقة المتظاهرين .
فيما قام بعض المتظاهرين كرد فعل من حرق مقرات الاحزاب الكردية للحزبين الرئيسيين وقتحامها وتحطيم معداتها وقد تتسع وتشمل هذه المظاهرات جميع مناطق الاقليم اذا لم تستجيب حكومة كردستان لمطالب الشعب الكردي الثائر الذي يطالب بمبالغ المرسلة من المركز او النفط المصدر وايرادات المنافذ الحدودية والمطارات ومبالغ السياحة والاستثمار فكلها تدخل في جيوب جلاوزة مسعود برزاني .
والعراق يعتمد على إيرادات بيع النفط لتمويل ما يصل إلى 95 في المئة من نفقات الدولة ويعيش البلد أزمة مالية خانقة ظروف حساسة تتطلب من الجميع التكاتف والتعاضد ونبذ لغة النعرات الطائفية والقومية ووضع مصلحة العراق فوق جميع المصالح .
فقد عانى الشعب العراقي عقوداً طويلة من آثار ذلك الخطاب والتحريض غير المسؤول والبعيد عن روح المواطنة الصالحة والعيش الكريم ... فالشعب الكردي وهو جزء لايتجزء من مكونات ابناء العراق وهذا التللون الجميل من الكرد والعرب والمسيح والتركما ن والصابئة وباقي الاقليات الاخرى التي يتكون منها الطيف العراقي يجعل منه عنصر قوة لا عنصر ضعف .