د.محمد العبادي ||
منذ مدة تحدثت بعض وسائل الإعلام عن تحركات عسكرية لأمريكا وإسرائيل ضد ايران ، وبتصوري أنها تحركات أمنية تحسبا للرد الإيراني القادم نتيجة لإغتيال العالم النووي الشهيد فخري زاده .
ان تحركات المسؤولين الصهاينة واتصالاتهم بأكثر من بلد هو نتيجة للقلق الذي صاحب عملية الاغتيال ؛ فقد ذهب نتن ياهو إلى مصر يتوسل إليها ان تستخدم ثقلها في عدم دخول حركات المقاومة في فلسطين في ضمن الرد الايراني عليها، واتصلوا بدول الخليج أيضا أن يأخذوا حذرهم ، ويريد اشكنازي ان يأتي لترتيب الاوضاع الأمنية في تلك الدول ، واتصلوا بدول مثل آذربيجان وتركيا وغيرها من أجل حماية رعاياهم في تلك الدول .
لقد قلب ذلك الإعلام الحقيقة التي تجري على الأرض وفسر التحذيرات للسفارات الصهيونية أو سحب أمريكا لبعض موظفيها أو دخول قواتهم العسكرية في حالة الإنذار القصوى فسرها ذلك الإعلام بأنها استعدادات لتوجيه ضربة لإيران ❗
ان ذلك الإعلام يتحدث بتبسيط مفرط عن الحرب ضد ايران بحيث أنهم يفسرون تحرك حاملة الطائرات ( نيميتز ) نحو الخليج مع سفن حربية ، أو أن طائرات (B52 ) الامريكية التي حطت في قاعدة الظفرة الاماراتية وافرغت حمولتها من القذائف هو للاستعداد لخوض الحرب ضد ايران ❗
رغم اننا لانستبعد كل شيء له علاقة بالحرب ، لكن التهيؤ للحرب لايجري بهذه الطريقة البدائية ، وليست ايران بهذا الضعف حتى تقضي عليها حاملة طائرات(نيميتز ) أو( ابراهام كولن) أو طائرات من نوع معين .
ان أمريكا تدرك جيدا أن خوض غمار الحرب مع إيران ليس بهذه السهولة والسذاجة ، وعليه فقد أقر مجلس النواب ( الكونغرس ) قرارا يطالب الرئيس بعدم الاقدام على أي عمل عسكري ضد ايران من دون حصول موافقة من الكونغرس، واعتمد هذا القرار _ الذي يقضي بتقييد صلاحيات الرئيس_ مجلس الشيوخ الأمريكي أيضا.
ان ايران ترى في هذه الاساطيل وحاملات الطائرات عبارة عن قطع من الحديد ليس أكثر ، وهو ما قاله اللواء سلامي قائد الحرس في وقت سابق .
وللتذكير فقط ؛ في سنة ٢٠١٩م بقيت حاملةالطائرات( ابراهام كولن ) راسية في المياه الدولية لبحر العرب لمدة ستة أشهر بعد أن أطلقت ايران تحذيراتها بان الاساطيل وحاملات الطائرات والسفن الحربية والمدمرات كلها في مرمى صواريخنا .
لست متخصصا عسكريا ، لكن ايران تملك قوة كافية وفاعلة لردع الأعداء، وحسبنا ان نشير إلى أنها تملك أكثر من (١٥) نوعا من أنواع الصواريخ وبمديات مختلفة ( فجر ، زلزال ، فاتح، شهاب ، قيام ، سجيل ، عاشوراء ، و..و..الخ ) .
ان وجود حاملات الطائرات أو دخولها إلى منطقة الخليج هو نقطة ضعف محسوبة على امريكا، وفرصة لإيران فحاملة الطائرات مثل( نيميتز ) والتي تقدر قيمتها بحوالي(٦) مليار دولار تصبح طعما بما حملت للصواريخ ذات الرؤوس المتعددة وشديدة الانفجار .
ان أمريكا ذات قوة وبأس شديد ، لكنها من ناحية عملية لا تستطيع شن الحرب على إيران ، ليس لانها لاتملك القوة ، بل لانها لا تستطيع وفرق بين امتلاك القوة وبين الاستطاعة فهذه الدولة الإمبريالية رغم قوتها فإنها لا تستطيع أن تتحمل تكاليف الحرب ونتائجها السياسية العسكرية والاقتصادية والأمنية وخاصة مع دولة قوية مثل ايران .
لقد خاضت أمريكا خلال الثلاثة عقود الأخيرة حروب كثيرة ، ومع أنها تفوقت في قوتها العسكرية ، لكنها لم تحسم نتائج تلك الحروب لصالحها ، وقد خسرت مئات المليارات من الدولارات ، ولازالت تستنزف منها تلك الحروب اموالا طائلة .
ان تحركات حاملة الطائرات أو طائرات من نوع معين هو عبارة عن حرب إعلامية ونفسية ليس إلا ، ولو جازفت أمريكا ومعها الكيان الصهيوني وحلفائها بخوض الحرب ضد ايران ، فإنها ستكون ( أم الحروب ) وآخر الحروب لأمريكا، وحتى لو انتصرت فيها عسكريا فإنها لن تخرج رابحة ابدا ، وستتراجع قدرتها العسكرية والاقتصادية وستأتي رتبتها عالميا فيما بعد الصين ودول أخرى ، وهو مالاتريده أمريكا .
ــــــ
https://telegram.me/buratha