المقالات

الميثاق العقائدي 

1576 2020-12-05

  قاسم الغراوي ||   منذ سقوط النظام السابق ومع تعاقب السلطات التي حكمت كان التوافق حاكما على الدستور بحيث أحجم مفهوم الكتلة الأكبر التي تتحمل مسؤولية وجودها من أهميتها ضمن القيم الديمقراطية والدستورية ومع نهاية كل انتخابات تبرز هذه المشكلة. جميع المكونات فاقدة الثقة فيما بينها وبين قادتها وحتى في التجمع أو الائتلاف الواحد بدليل أننا نقرأ أو نتابع غالبا لقاءات واجتماعات بعد خلافات  تدعو لميثاق شرف وهذا ناتج لفقدان المصداقية وغياب الثقة في التعامل بين الاطراف . البيت الشيعي تشظى ولايمكن لملمة بقاياه ولكل كتلة رؤيتها وتوجهاتها ونوع العلاقة مع بقية الأطراف والغالبية تبحث عن وجودها ومصالحها ومكاتبها  واعتقد الصورة واضحة في شخوص العملية السياسية التي اقحموا فيها القتلة والارهابيين إلى مستويات متقدمة في المسؤوليات ومركز القرار. ومع هذا التشظي فقدت القاعدة الشعبية ثقتها بقادتها لأنها لم تقدم لهم شيئآ  أو تهتم بمحافظاتهم فكانت التظاهرات المطالبة بالحقوق. رغم أن التيار الصدري يعد قاعدة عريضة وملتزم بقيادة السيد الصدر إلا أن الانشقاقات وملفات الفساد  أخذت الكثير من جرفه وظهور تشكيلات لتجمعات جديدة تعلن استقلاليتها عن التيار الصدري مع اقتراب موعد الانتخابات لعدم ثقتها بوعود الإصلاح التي نادى بها السيد مقتدى الصدر مع بقائها على تقليد السيد محمد صادق الصدر  مع فكرة الاصلاح العقائدي الذي يريده سماحة السيد مقتدى الصدر إلا ان المجتمع يعاني من انحلال عقائدي كبير  وواضح ولايمكن معالجته بعد هذه التصدعات بسهوله مع التدخلات الخارجية على الخط.   كتب السيد مقتدى الصدر تغريدة يطالب فيها القوى الشيعية بوحدة الصف وإعلان ميثاق شرف عقائدي للدفاع عن الإسلام ومذهب اهل البيت عليهم السلام ومواجهة من أسماهم بالصبيان الذين لا ورع لهم ولادين .. وهو يقصد بذلك عصابات الجوكر التشرينية ..   السيد مقتدى الصدر هو الذي روج للخطاب العلماني المدني وغرس في رؤوس أتباعه مفاهيمه تحت شعارات (الوطنية ) وضم لتياره العلمانيين والشيوعيين حتى بات (بعض ) من أتباعه يقعون في شباك الأفكار المعادية للإسلام وللتشيع ويتحولوا الى أواني يتم تفريغ كل الأفكار المسمومة التي تبثها مواقع وصفحات وفضائيات المنظومة الإعلامية   والتي بدأت أعراض سمومها تظهر في جسد التيار الصدري ، لذا فإن الخلافات واضحة بين الشباب التشريني وشباب التيار الصدري وكم من المواجهات والتصادمات حصلت بينهما . لا أعتقد ان السيد مقتدى الصدر قادر لان  يقود العراق نحو الإصلاح ويقضي على الفساد ولا الكتل السياسية تمنحه الثقة في ذلك وتقدمه عليها مع تصريحه بأنه سيحصد اصوات الأغلبية في الانتخابات ويشكل الحكومة بقيادة التيار . تغيرات كثيرة وانشقاقات كبيرة ولعنة الفساد تلاحق الغالبية من القادة والتدخلات الدولية ستؤثر حتما على نتائج الانتخابات مع منافسة قوية للشباب وفقدان ثقة القاعدة الشعبية بقادة الأحزاب الكهول وماالت اليه الامور سترسم خارطة جديدة يفقد فيها الشيعة السلطة التنفيذية في الوقت الذي تبقى حصة الاكراد في رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان للسنة خط احمر لا يمكن تجاوزه مع مشاركتهم في السلطة التنفيذية. دعوة السيد مقتدى الصدر لهذا الميثاق مرتبط بما يطمح له بعد نتائج الانتخابات على أن لايبتعد عن قادة الأحزاب السياسية الشيعية في محاولة لإعادة العلاقات بعد أن مرت بفتور بفعل المواقف القلقة التي أساءت لهؤلاء وأحوالهم ومعتقداتهم وأفكارهم من قبل تصريحات ومواقف التيار الصدري.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك