خلال فترة (٤) سنوات من إدارة ترامب شاهدنا نتائج اقتصادية قد جلبها لبلده خاصة تلك التي حلبها من دول الخليج أو تلك الايرادات التي حصل عليها من تجارة الاسلحة ، وقد وفر أكثر من مليوني فرصة عمل في وقت قياسي ، لكن هذا التاجر الذي دخل إلى حلبة السياسة لم يكن موفقا في كثير من الملفات لاسيما ملف العلاقات مع دول العالم وانسحاباته من المنظمات الدولية كمنظمة الصحة العالمية واتفاقية المناخ وغير ذلك . بل ان ترامب خسر كثير من مقربيه أثناء إدارته. الرئيس ترامب له مزاج متقلب ، وغرائز متعددة ، وانفعالات تفقده توازنه . انه شخصية مليئة بالتعجرف والطيش والاندفاع والبطش ؛ فهو يقدم على المواضيع المختلفة ويقرر من دون تقدير العواقب بشكل دقيق ، وهذه الخصوصيات مضافا إلى سوء ادارته هي التي جعلت مسلسل الاستقالات والإقالات والطرد يستمر حتى الى مابعد إجراء الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها بايدن . ان سلوكه وفشله الاداري قد جعل كثير من المسؤولين يقدمون استقالتهم ،او هو أقالهم، أو أنه طردهم لنفرتهم منه ، حيث غادر المسؤولية حوالي ( ١١) وزيرا أبرزهم وزير خارجيته تيلرسون الذي لم يعرف سبب إقالته.! مضافا إلى ٩١% من كبار مستشاريه ومساعديه وفريقه الرئاسي في البيت الأبيض قد غادروا مناصبهم خلال فترة رئاسته.! لقد كان هذا (الكذاب الأشر) - يكذب كذبا فاحشا حتى ان تقرير ( فحص الحقائق) الذي تصدره صحيفة الواشنطن بوست قد احصى عليه ( ١٦٠٠٠) كذبة منذ أدائه اليمين الدستورية سنة ٢٠١٦م وحتى حزيران عام ٢٠٢٠م ، بمعنى ان هذا الرئيس يكذب على شعبه (٢٢) مرة في اليوم على الأقل.! وربما شاهد بعضنا عندما يعقد ترامب اجتماعا مع وزرائه كيف تلتقي بعض نظراتهم الخاطفة المحملة بالرموز . ان ترامب قد هدد الأمن القومي الأمريكي وعرض مصالح بلاده للخطر عندما أمر بقتل الشهيدين سليماني والمهندس ، وايضا عندما تعاون مع الصهاينة بدافع من مصالحه الخاصة دون النظر للعواقب في اغتيال العالم النووي الشهيد فخري زاده مضافا إلى عدم اهتمامه بأرواح الأمريكيين في اجراءاته لجائحة كورونا. ان هذه الأسباب تجعله عرضة للمسائلة وتقديم الشكاوى ضده في تقييد حريته ، بل ان عقله التجاري الذي يبحث عن المال دائما من الممكن أن يدفعه لبيع بعض الأسرار الكبيرة التي اطلع عليها في فترة تصديه مقابل الحصول على المال خاصة وأنه أعلن ان سيغادر بلاده مما يعني ان الأجهزة المختصة قد تتخلص من عبئه الثقيل بأساليبها التي تتقنها وتتفرد بها . بتقديري ان الرئيس ترامب ستنهال ضده الشكاوى المختلفة لأنه صنع له كثير من الأعداء في داخل أمريكا وخارجها الأمر الذي يؤدي الى سجنه أو سلب كثير من حريته ، بل ربما بعد تحرره من البروتوكولات الرسمية، وتنقله وسفره سيسهل صيده وتصفيته جسديا .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha