🖋️ الشيخ محمد الربيعي||
و انا أطالع كتابا يحتوي على مجموعة من الاحاديث استوقفني هذا الحديث الذي نصه : ( تنظفوا فإن الاسلام نظيف ) ، و طالما نسب الى معناه الظاهري المادي ، و على انه فقط يتناول الحث على النظافة من الحدث و الخبث .
و لكن واقعا حقيقيا ان المقصود منه النظافة الباطنية المعنوية الاخلاقية و المنعكسة على جانب السلوكي اكثر مما تصور الذهن له ، من ان معناه متوجه لجانب المادي سواء كان الجسد او المكان و ما شابه .
محل الشاهد :
و عندما تزيد من التمعن فيه و ترى ما يجري و ما جرى و ما سيجري في البلاد و العباد يتأكد لك ان الحديث عبارة عن وصية توجيهية مؤكد فيها على الطهارة المعنوية التي يبنى عليها السلوك الانساني الصحيح .
فعلى السياسي ان يلتفت الى طهارة الذاتية ، و يهتم بها اكثر مما يهتم بنظافة البدلة و متعلقاتها و السيارة و الحمايات ، لأنهن المهلكات للشخص ان اهتم بذلك فقط ، على سياسي مراجعة اعماله و اقواله على الدوام ، وان يحافظ على ما نصت عليه الشريعة السماء المقدسة، و ان يتجنب ما نهت عنه ، على السياسي الاستمرار بالمطالعة لكتب الاخلاق و السيرة و خصوصا عهد الامام علي ( ع ) الى مالك الاشتر ، و قراءة القران حتى لا تذهب به نفسه الامارة بالسوء بعيدا عن طريق الله تبارك و تعالى و المؤمنين ، و كذلك يجب ايضا على سياسي ان يهتم بالصلوات و قراءة القران و ينظر الى طبيعة اعماله ، فان كانت ضمن طريق الحق حمد الله و ان كانت بعيدة عن ذلك استغفر الله و تدارك الامر و المعالجة ، على سياسي ان يكون حذرا جدا فانه قريب من حب الدنيا و سلطة و الفخفخة و التكبر ، وكل ذلك يؤدي به الى غضب الله و النار لا محال ، اذن عليه الالتفات الى تربية نفسه و أخلاقياته و معاملاته و سلوكه ، و لا يجعل الجاه و المنصب ينسيه تنظيف ذاته مما لا يناسب واقعه و مكنونه ، و انه معرض للحساب الذي دون بكتاب لا مغادرة فيه الى الصغيرة او الكبيرة
يا ايها السياسيون
نظفوا انفسكم و اعمالكم و ذواتكم من حب الدنيا و كونوا مخلصين باعمالكم الى بلدكم و شعبكم ، و تذكروا ان خير زاد التقوى .
نسال الله حفظ العراق و شعبه