د.محمد العبادي ||
من الإيجابيات التي تصب في مصلحة محور المقاومة هي ان عدوهم يلعب دور البلطجي واللص و يقوم بدور الخارج عن القانون في الأساليب التي يستخدمها ضدهم ، وليس أدل على ذلك من عمليات الإرهاب التي تطال العلماء الذين يخدمون بلدانهم من قبل المحور الصهيو امريكي .
ان حماية الأفراد والجماعات من الأخطار المختلفة تقع في دائرة مسؤولية الدولة أولا وأخيرا.
ان التطور المضطرد في ايران ماكان ليحصل لولا توفر الأمن للمؤسسات والأفراد والمجتمع داخل هذا البلد .
هناك شيء شاهدته في ايران وهو أن هذه الدولة رغم ما تعرضت له من عمليات وإغتيالات لشخصيات رسمية بحيث طالت رئيس الجمهورية ( محمد علي رجائي ) ورئيس الوزراء ( محمد جواد باهنر ) ورئيس مجلس القضاء الأعلى( بهشتي ) وتفجير حادثة (٧تير ) والتي ذهب ضحيتها (٧٢) شهيدا من وزراء واعضاء برلمان ورجال من خيرة ما أنتجته الثورة الاسلامية ، وايضا تعرض الاغتيالات كثير من أئمة الجمعة والجماعة، وأخيرا طالت الاغتيالات الثروات الوطنية والعلمية من أمثال الشهيد مسعود محمدي ،والشهيد مجيد شهرياري ، وداريوش رضائي نجاد ، ومصطفى احمدي روشن ، ومحسن فخري زاده ؛ رغم كل تلك القرابين تتقدم ايران بسرعة قياسية حتى كأن دماء الشهداء بمثابة الوقود والطاقة في دفع عجلة الحياة والتقدم إلى الأمام.
لقد طالت الاغتيالات في ايران (١٧) ألف شخصية موجودة ملفاتهم في ( مؤسسة الشهيد أو بنياد شهيد) .
لقد عملت تلك الاغتيالات على ( كي الوعي) وتصحيحه ، وتراكمت عند الأجيال الأمنية خبرة كافية في أخذ الحذر والاحتياطات اللازمة ، لكن ربما من المهم الاطلاع على الأساليب المعقدة الحديثة مثل موضوع التنصت عن طريق اقمار الاستطلاع ، أو موضوع التجسس من الايفون أو موضوع مزود خدمات الانترنيت واكتشافه لكل أفعالك والكلمات التي بحثت عنها ،وموضوع برامج وتطبيقات التجسس من التلفزيون والجوال وغير ذلك . وبالمناسبة يقول أحدهم لاحظت صديقي يستخدم هاتف محمول اصداره قديم جدا مع أنه ثري وبإمكانه أن يشتري أحدث الجولات ، وسألته عن السبب في استعماله لمثل هذا التلفون المستهلك!؛ فقال له : هذا أكثر أمان !.
على كل حال فلو عشت في ايران لأخذك العجب من تلك الثقة والاحترام للشعب في ان تشاهد مسؤول برتبة وزير أو ما يقرب من درجته وليس معه إلا السيارة التي استقلها مع مرافق شخصي واحد أو اثنين وتتقدمه سيارة نجدة واحدة !
حتى أن أحد أصدقائي قال لي لاتعجب اذا قتل عالم نووي ؛فقد شاهدت الدكتور علي أكبر ولايتي يرتاد أحد المزارات، ومعه حارس شخصي واحد فقط !!!.
واحيانا تأخذني الدهشة عندما اعقد مقارنة بين المسؤول الإيراني الممتليء بالخبرة والثقافة والذي يرافقه أشخاص لايتعدون أصابع الكف الواحدة ، وبين المسؤول في بلدنا والذي ترافقه أفواج من الحماية مع أصوات صفير النجدة ، ولعلعة الرصاص !.
ان محور المقاومة عليه ان يعمل على تشديد إجراءات الحماية ، وأن لا يكتفي بتزويد عديد الأفراد المرافقة للمسؤولين، بل إلى شراء المصفحات التي تمنع اختراق الرصاص ، وتوفير المراقبة الجوية الفعالة ، وايضا عليهم ان يعمدوا الى إدخال الدوائر المكلفة بالحماية في دورات تدريبية وتحديثية مكثفة لتقوية الحس الأمني منعا لحصول حوادث الاغتيالات في المستقبل .
https://telegram.me/buratha