المقالات

ووقع التطبيع اللفظي!

1184 2020-11-30

  زينب فخري||   إنَّ القارئ والمتابع للخطابات السياسية والإعلامية العربية يلاحظ جلياً أن هناك تقهقراً قوياً للفظة (الكيان الصهيوني) من ساحة التداول اللفظي، لتحتل لفظة (إسرائيل) ألسن السياسيين والإعلاميين. ولأن استعمال الألفاظ مقصوداً ويدلّ على تحصيل المعنى، فيبدو أنَّ العرب والمسلمين تراجعوا عن لفظة (الكيان الصهيوني) التي كانت رائجة قبل عقود لتشير إلى عدم شرعية (إسرائيل) التي احتلت فلسطين، واستعمال لفظة (الصهيونية) للتذكير بالحركة اليهودية التي أدت إلى تأسيس إسرائيل، فمصطلح الكيان الصهيوني وسيلة للتعبير عن رفض هذه الدولة وعدم الإقرار بوجودها، ويؤكد على فلسفة إسرائيل الصهيونية. وكان العراق يستعمله في جميع وثائقه الدولية والعربية فضلاً عن مؤسساته ووسائل إعلامه، والأمر نفسه ينطبق على العرب، فقد كانت وسائل الإعلام العربية والسياسيون والمثقفون في الستينات والسبعينات يستعملونه، وقال عنه الكاتب لوتز إدزارد بأنها: "المصطلح السياسي العربي التقليدي لإسرائيل". ووصفه البروفسور جوزيف نيفو استخدامه في الأردن بأنه جزء من "الخطاب العربي ورفضه التقليدي لاستخدام مصطلح "إسرائيل". أما الصحفية في الشرق الأوسط باربرا فيكتور فقد كتبت: "أنها عندما ذهبت إلى طرابلس في عام 1986 لمقابلة معمر القذافي، كان من غير القانوني استخدام أي مصطلح ما عدا "الكيان الصهيوني" للإشارة إلى إسرائيل".  ورواج مصطلح (اسرائيل) على الألسن في السنوات الأخيرة كان تمهيداً للتطبيع، فالمصطلحات الحاملة لمضامين فكرية وثقافية وتعبر عن مواقف وتوجهات سياسية، تعمل على تشكيل الوعي لدى المواطن وعلى وفق المخططات السياسية لاسيما إذا وجدت من يتبناها من الرموز والقنوات الفضائية. ويلاحظ أن الشباب العربي يستعمل مصطلح (إسرائيل)، كلفظة وحيدة في ذهنه دالة على المعنى المقصود، وربما لم يخطر بباله كان يطلق عليها (الكيان الصهيوني)، المصطلح الأبرز من بين عدَّة مصطلحات. ولعلَّنا لا نخطئ إذا قلنا أن استعماله جاء ترديداً لما هو متداول في القنوات الفضائية ورموزه الوطنية بل قد يجهل تماماً خلفيات هذا المصطلح ومضامينه.  وهنا لا يمكن الاحتماء بمظلة "لا مشاحة في الاصطلاح" التي تبدو مقبولة في المصطلحات الفكرية والثقافية المتشابهة والمتقاربة لكن غير مقبولة بالمرة في القضايا المهمة المتعلقة بالوطنية. خلاصة القول أن التطبيع اللفظي وقع في بلادنا وانتهى الأمر فترقبوا القادم! 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك