د.محمد العبادي||
نعرف جميعا ان الصهاينة يمتلكون خبرة كافية في عمليات القتل والإرهاب، ويكفي أن نشير إلى أنهم قاموا بأكثر من (٢٧٠٠) عملية اغتيال لشخصيات مؤثرة ومهمة في مدى أكثر من (٧١) عاما ، أي أنهم يغتالون ويقتلون (٣٨) شخصية مهمة سنويا ناهيك عن الاعداد الغفيرة الأخرى ،وبأساليب قذرة قد وصلوا فيها إلى القاع ! وبالإمكان مطالعة كتاب ( اقتل أولا ) لمؤلفه رونين برغمان لتطلع على حجم الجرائم التي ارتكبوها.
كل المؤشرات والخيوط تشير الى ان الجماعات التي نفذت الجريمة الأخيرة في اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده ؛ كانت تتلقى الاوامر من الموساد الإسرائيلي وبالتعاون مع السي آي أيه .
ايران تملك قدرات بإمكانها أن تطال قادة الصهاينة بسهولة ، لكنها لم تستخدمها لحد هذه اللحظة .
القدرات الإيرانية ليست بالصواريخ ومدياتها المختلفة ؛ بل بثلاثة من الاسلحة لو تم استخدامها بعناية وذكاء لأعطت نتائج كبيرة ؛ وتلك الاسلحة لو تم حياكة خيوطها لهدف لنالته بسهولة ، ومن دون أن تترك اثرا ورائها .
ايران لديها ردارات تشرف على مساحة تمتد إلى البحر الأبيض المتوسط كما هو لرادار جين دالي والذي يبلغ مداه ثلاثة آلاف كيلومتر ، ومنظومة قدير وغيرها ،وتستطيع تحديد هوية الطائرات ومنطلقها ، وربما شاهد بعضنا بعض التقارير المصورة بهذا الخصوص حول هذه الرادرات ، وايضا ايران تمتلك طائرات انتحارية من نوع( رعد ٨٥) ، والانتحارية (كرار ) و(مهاجر ٤ ) ذات البصمة الرادارية الضئيلة وطائرة (كوثر) العصية على الرصد الراداري فلو دمجت مع تلك الطائرات القنابل الذكية ( قاصد ٣ أو قنابل ياسين او بالابان المتطورة والموجهة والبالغة الدقة والتي تنطلق من علو شاهق ( جو سطح ) نحو الهدف بعد تزويدها بخصائصه، حيث تشق طريقها إليه بسرعة وسهولة .
ان استخدام مثل هذه الإمكانيات هو جزء يسير من القدرات العسكرية التي تمتلكها ايران والتي تستطيع اصطياد الهدف في السماء أو على أديم الأرض أو باطنها .
اظن أن هناك توصيات أمنية إسرائيلية سرية صدرت اخيرا ليس فقط لسفارات اسرائيل بأخذ الاحتياطات اللازمة ؛ بل للأماكن التي يتواجد فيها الموساد الإسرائيلي مثل شمال العراق واذربيجان ودول الخليج الفارسي ؛ ويمكن أن يجري تعميم تلك التوصيات والتحذيرات لقادة الصهاينة في عدم السفر إلى دول الخليج أو الجغرافية القريبة من دول الخليج خشية أن تنالهم قدرات ايران .
اعتقد ان رئيس الكيان الصهيوني قد وصلته توصيات أمنية بعدم السفر لدول الخليج الفارسي، لاسيما وأنه كان قد أعلن عن نيته لزيارة البحرين وربما إلى الامارات .
قد يقال ان ايران لاتلجأ إلى مثل هذا الأسلوب ، لانها دولة مسؤولية وصاحبة مشروع وقيم ، أو لأنها تفكر بطريقة هادئة وتدرس تداعيات الموضوع ليس على ايران فحسب ، بل على المنطقة برمتها ، لان الأمن فيها مترابط بعضه ببعض ، وهي تفكر بطريقة الرد بالمثل وبالمقدار الذي يردع العدو عن الاستمرار في نهج الاغتيالات .