سامي جواد كاظم ||
العمل والعلم لهما اسس ثابتة منها ينطلق من يلجهما وهذه الاسس تعتبر هي الخطوة الاولى التي من يتجاوزها او لا يتقنها لا يعتبر مهني ، وفي الاعلام مثلا اسسها الثابتة ان الخبر يجب ان يحتوي على الاسئلة الست (من وماذا ولماذا واين وكيف ومتى) والية كتابة التقرير (عنوانان ولقاء مع شخصيتين) والتحقيق له اليته والاستطلاع وهكذا فعلى الاعلامي ان يلتزم بهذه الثوابت ويعمل ، وهنا تبدا المفارقات والنقاشات في ما يخص الاعلام .
هنالك كتب ومؤلفات تتحدث عن نظريات الاعلام ولكل مدرسة او وسيلة اعلامية لها نظريتها في العمل الاعلامي بحيث تصبح الدليل لمن يمتهن الاعلام ، وهنا لنا راينا في الاعلام بعدما قضيت اكثر من عشر سنوات في العمل الاعلامي اضافة الى ما قدمته من اعمال اعلامية نالت استحسان القارئ وهي دليلي على ما اقول .
النظريات هي تجارب وليست نظريات اعلامية لان النظرية تطبق في اي زمان ومكان مثلا مجموع زوايا المثلث 180 درجة هذه النظرية في العراق او في الهند او في المنجمد القطبي هي نفسها ، بينما ما يقال عنها نظرية اعلامية فانها تعتمد لفترة ولمجال معين ولاستهداف خاص ثم تيصبح غير فعالة .
الثابت هو الاسلوب الاعلامي والمتغير هو التاثير الاعلامي (اي ان المتلقي متغير في تاثره بالاعلام) هذا ما يعمل عليه ان لم يكن الكل فاغلب الاعلاميين ووسائلهم هكذا تعمل ، حسب راي القاصر قلبت المعادلة فالمتغير هي الوسائل والاسلوب والثابت هو التاثير بالمتلقي ، ولتقريب الفكرة المتلقي كالطفل وعلى المربي ان يقوم بحركات تجلب انتباه الطفل سواء بحركة وجهه او يديه او حتى تغيير صوته كي يلفت انتباه الطفل ، هكذا هو الاعلام غايته التاثير وهذه الغاية تصبح بمنتهى النبل عندما تكون قاعدتها الصدق والتراجع عند الخطا مع الاعتراف والاعتذار .
وضعت عصارة فكري وجهدي وخبرتي الاعلامية في اصدار لا تقراني قراءة سطحية تبعه بعض الاصدارات التي لا تقل اهمية عنها ، وبفضل من الله لا اعلم عدد الطبعات لهذا الاصدار اخر مرة كانت الطبعة عشرين قبل سنتين ، وهي دليلي فيما اقول
قرات بداية ثقافة القارئ ونفسيته ولمختلف الفئات العمرية مع التاكيد على الشباب واخذ القاسم المشترك في غرائز كل الاعمار وعلى الاعلامي او الكاتب ان يعيش واقع المتلقي ، ويبدا ينتقي المؤثر والمهم وعرضها باسلوب بسيط جدا بعيدا عن الكلمات البلاغية المعقدة ، ومن ثم الاستدارج نحو منبع التراث والاخلاق والاصالة الا وهو الدين الاسلامي ، واول خطوة واهم خطوة في الاسلوب هي انتقاء العنوان ، فالعنوان مهم جدا واياك ان تخدع القارئ ، واياك ان تسرق خبرا وتغيره وتنسبه لنفسك واذكر المصدر للخبر او المعلومة فانها وجه من اوجه المصداقية .
قمت بتجربة اعلامية لمقال معين لاحظت في احد المواقع المقالات (الاكشن) تثير الانتباه للقارئ دون المقالات الثقافية التوعوية ، فاخترت عنوان اكشن غير صحيح الحدوث ومن ثم بدات باستدراج القارئ وكاني اذكر تفاصيل مختلقة وفي نهاية الخبر قلت يا عزيزي القارئ هذا الخبر غير صحيح فلماذا تلتفت لهكذا ثقافة دون الثقافات المهمة في حياتك وبدات بالنصيحة ، فكان دخول القراء كثير جدا والبعض كتب لي تعليقا (انها ضربة معلم) .
هنا غيرت قواعد الاعلام في الخبر والكتابة من اجل الاستحواذ على اهتمام القارئ وتوعيته بالحقيقة والثقافة الصحيحة ، وللاسف الشديد اصحاب المواقع المغرضة لا تتورع من اعتماد الاساليب غير الشرعية للوصول الى غاياتها وكثيرا ما ينزلق شبابنا في هذا المطب بل المؤسف جدا ان الوسائل التي هي حريصة على النهوض الثقافي مع كل الامكانات المتاحة تنتهج المنهج الاعلامي الكلاسيكي (هواء في شبك) اهدار في الطاقات والاموال بل انها تزيد من عزوف القارئ الكريم من متابعتهم .
فهرستُ مواضيع الكتاب بطريقة لا اجعل القارئ يتنبا بالموضوع اللاحق ، وفي نفس الموضوع جعلت القارئ لا يعلم النهاية الا بعد قراءة الموضوع باكمله ، وهذا يعتمد على الاسلوب بضخ جرعات تشويقية تدريجيا في الموضوع حتى يكمل القارئ الكريم القراءة بشوق ، ولله الحمد هنالك من يقرا كتابنا (لاتقراني) اكثر من مرة حسب الرسائل التي تردني عن ذلك ولا اعلم عددها لانها بالمئات ان لم تتجاوز الالف
فليكن الثابت هو التاثير في القارئ والمتغير هو الاسلوب
https://telegram.me/buratha