المقالات

جريمة الاغتيال وأبعادها...

1611 2020-11-28

 

كندي الزهيري||

 

 على ما يبدو أن سنة ٢٠٢٠ لا تنوي أن تنتهي على خير إن كان على المستوى المحلي العراقي أو الإقليمي والدولي.

 نذهب بعيدا قليلا عن الشأن الداخلي العراقي المعقد ولا حل له - إلى الشرق منا قليلا بالتحديد الجمهورية الإسلامية الإيرانية،  الذي اخترقها جهاز الموساد الإسرائيلي والأمريكي،  وهي خطة لجر إيران للصراع المباشر مع الأمريكيين في الخليج قبل انتهاء ولاية ترامب،  الذي ينوي أن يزيد من ماسات الجنود الأمريكيين وكذلك دول الخليج - حدثت جريمة اغتيال أودت بحياة العالم الإيرانية نووي الكبير محسن فخري زاده بخسارة أخرى لمحور المقاومة بعد أن خسر قادة النصر من نفس العام،  وبنفس الطريقة من الغدر. 

 نلخص أبعادها كما نراها:

 * الجمهورية الإسلامية الإيرانية. 

 هي خسارة للجمهورية الإسلامية أن تفقد أحد خيرة أبناءها،  الجميع يعلم حجم العالم بالنسبة للدولة،  وكيف يكون له أثر ومعنى كبير في نظام تلك الدولة بقائه وموته،  فكيف سيفسر الجهاز المخابرات الإيراني والاستخباري،  مدى اختراق العدو إيران؟  وكيف وصل إلى عالم من علماء المهمين بالنسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية،  خاصة والمحور المقاومة عامة!!.

 

* على الصعيد الشخصي: 

 هي ربح للشهيد أن يختتم مسيرته بالشهادة لكونها المسار الصحيح لكل حر يريد وجه الله،  فما بالك إذا قضى عمرا في خدمة تقوية الإسلام كعلوم وقوة انطلاقا من قوله تعالى ((وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِنْ قُوَّةٍ وَمِن رِبَاط الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) )) بعد أن قدم لبلاده ومؤسساتها المعنية بالشؤون النووية والدفاعية كل ما كان عنده من علوم وخبرات - نال الشهادة وهو قريب من سنّ التقاعد،  فكان لكرامة الشهادة. 

 

* عمليا: 

 لن تتضرر البرامج النووية والدفاعية الإيرانية،  فهي قد استفادت من جميع الخبرات العلمية للشهيد،  وقد أمّنت ما بحوزتها من علومه ومشاريعه بالكامل،  فهناك الإف من طلاب الشهيد الذين تخرجوا على يده.

 

* أمريكيا وصهيونيا: 

 الجريمة لا تتعلق بعرقلة البرنامج النووي لإيران.  .  بقدر ما هي ذات بعد انتقامي،  ومخطط لجر إيران والدخول في حرب لا يعرف مداها. 

 إضافة لبعدها السياسي المتعلق بالأزمة الخانقة التي يعيشها المجرم نتنياهو وهو هروب للأمام وبعد الأنظار عن الأزمات الداخلية التي يعيشها الكيان الصهيوني،  والفشل الكبير الذي مُني به المجرم ترامب والمراهنون عليه في المنطقة والعالم،  إن كان في السياسية الخارجية أو في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تم طرد ترامب من قبل الشعب الأمريكي،  لكونه جعل أمريكا في خطر أكبر من ذي قبل،  وأصبحت أمريكا أضعف ومفتتة من الداخل وأن كان الإعلام لا يظهر ذلك. 

 

* إنها انتقام جبان من قادة جبناء سيبصق عليهم التاريخ،  ولن يذكرهم إلا بالعار،  لكونهم لا يستطيعون أن يواجهوا بالعلن،  فكل حركتهم تكون غدرا.

 على إيران ومحور المقاومة ألا ينساقوا خلف تلك الأحداث،  إلى حرب يريدها ترامب وعلوج الإعراب،  ولا يريدها الشعوب المنطقة العربية والإسلامية والعالمية،  كذلك مراجعة شاملة حول تقيم الوضع،  من حيث الاختراق الغير مسبوق من قبل أجهزة المخابرات إن كان في إيران أو في الحركات المقاومة كافة،  فمن الضروري اليوم أن يكون أمن تلك القوات وشخوصها بعيدة كل البعد عن أي اختراق للمخابرات

 (( وَلَا تَهِنُوا۟ فِی ٱبۡتِغَاۤءِ ٱلۡقَوۡمِ

إِن تَكُونُوا۟ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ یَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا یَرۡجُونَ

وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیمًا))

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك