د.محمد العبادي ||
العملية الإرهابية التي حصلت يوم أمس الجمعة الموافق ١١/٢٧/ ٢٠٢٠م باستهداف العالم النووي محسن فخري زاده ، سوف لن تتركها ايران دون رد ، ولابد أن يكون الرد متناسبا مع حجم الجريمة وتداعياتها .
ايران وعلى أعلى المستويات السياسية والعسكرية والأمنية تحدثت عن الرد القادم بلغة حازمة ومكثفة ؛ ففي المستوى السياسي تحدث الرئيس روحاني ووزير خارجيته وممثل ايران الدائم عن ان ايران ستواصل طريقها بعزم وتصميم ،وتحميل أمريكا وإسرائيل المسؤولية بعد وجود دلائل ومؤشرات على ضلوعهما في عملية الاغتيال ، وأن ايران تحتفظ بحق الرد على هذه الجريمة .
رئيس القضاء الإيراني السيد رئيسي تحدث بلغة أهل القضاء وقال ان عناصر عميلة للأجنبي والصهيونية العالمية اغتالت الشهيد فخري زاده .
اما الدكتور قاليباف رئيس مجلس الشورى الإيراني والمنحدر من المؤسسة العسكرية والأمنية فتحدث بلغة فيها كبرياء وحزم وقال : ايران ستوجه الرد الحازم والساحق على اغتيال فخري زاده في الوقت المناسب .
اما تصريحات المسؤولين في المؤسسة العسكرية مثل وزير الدفاع امير حاتمي، وتصريح باقري رئيس هيئة الأركان وايضا قائد الجيش السيد موسوي وغيرهم فكانت على حد سواء في الصرامة وحق الرد في الانتقام .
ان هذه التصريحات من المسؤولين الايرانيين تشير بوضوح إلى وحدة الموقف في المسائل المختلفة التي تمس سمعة ايران وأمنها .
لقد نعى قائد الثورة الاسلامية السيد الخامنئي الشهيد فخري زاده وقد أشار القائد إلى نقطتين غاية في الأهمية وهما : ١- كشف هوية المنفذين والجهة التي أصدرت الأوامر ٢- مواصلة الجهود العلمية والتقنية التي كان يعمل الشهيد عليها.
ان هذا الخطاب سوف يعشو المسؤولين في ايران إلى ضوئه ، ويأخذونه بقوة .
ان ايران عودتنا بحمكتها وهدوئها ؛ فهي من الممكن أن تكون عالية النبرة ، لكنها لن تنجرف وراء ردود الأفعال غير المدروسة ، ومن الممكن أن تتأنى ايران وتركن إلى الهدوء لحين من الدهر ، لكنها لن تنسى حقها في الرد والانتقام .
ان العمل الآن يجري في مرحلة عمل المحققين في المؤسسات الأمنية لتحديد هوية الارهابيين ومن يقف خلفهم ، واظن ان الخيوط والخطوط التفصيلية قد كشفت خباياها ، وبعد إتمام التحقيقات سينتقل ملف العمل ونتائج التحقيقات إلى المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين لمناقشة وتقرير محددات الرد ، ودراسة أثره وانعكاساته .
ثم إن هناك رد على الاعداء في غاية الأهمية يغيظ الأعداء ، وهو مواصلة المشاريع العلمية والدفاعية والنووية - والذي أشار إليه السيد القائد - وينبغي السير والعمل في تلك المشاريع بفاعلية أكبر.
ان الجمهورية الإسلامية لديها إشراف على منطقة يمتد شعاعها إلى أكثر من (5000) ميل وتمتد من غرب آسيا إلى البحر المتوسط ، واظن ان الصهاينة وبتعاون مع السي آي أيه قد أخطأوا في تقدير العواقب ، وأنهم سيتلقون الرد عن قريب (ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب).