المقالات

العشيرة في الميزان

1548 2020-11-24

 

قاسم الغراوي||

 

·        (اذا شئتَ يَوْمًا أَنْ تسود عشيرة...فبالحلم سدّ لَا بالتّسرّع والشتم)

 

العشيرة هي رابطة إجتماعية متحدة مكونة من مجموعة من الاشخاص تجمعهم رابطة الدم والنسب (الجد الواحد غالبآ) فينشأ بينهما ما يسمى العقد الإجتماعي المتماسك مما يزيد من تلاحمها في المواقف والمناسبات الإجتماعية المتعددة لتشكل مجتمعة كيانها ومنظومة العادات والتقاليد الخاصة بها والتي تعكس هويتها ومنظومتها الاجتماعية والأخلاقية التي تتفاعل بها مع المجتمع المحيط بها .

لكل  عشيرة  كبيرها أو رمزها الذي يتولى إدارة شؤون العشيرة وتنظيم أمورها ، وهذا الرمز أو الشيخ يتمتع بمقومات شخصية وقيادية تميزه عن غيره من ابناء العشيرة، فيكون رجلاً عاقلاً فطناً حكيماً كريمآ شهمآ وصاحب أخلاق عالية وتجربة حياتية واسعة  مما يؤهله ان يكون قادرا لتنظيم وتنسيق شؤون العشيرة وذلك ببث روح التعاون والتآزر بين أفرادها.

·        وهنا نتوقف لنطرح السؤال الاتي:

هل عمل (الشيوخ) القدوة على تعزيز السلوكيات الإيجابية ومحاربة اي سلوك فردي شاذ لاينسجم  مع منظومة قيم وعادات وتقاليد تلك العشيرة واخلاقيات المجتمع؟ هل ضبط بوصلة افراد عشيرته بالاتجاه الصحيح وعزز فيهم القيم الانسانية وعدم التجاوز على الاخرين لاتفه الاسباب؟ وهل كان امره نافذآ من قبل الافراد دون اي اعتراض منهم؟ وهل يقودهم لاصلاح ذات البين بدون ثمن او انتزاع الحقوق بالقوة مع العشائر  الاخرى دون مراعات لقوانين الدولة او حرمة دم الانسان وتهديد حياته للخطر؟ الاجوبة لهذه الاسئلة متفاوتة بين عشيرة واخرى حسب البيئة وتوجهات وعقائد وفقه العشيرة. فمانراه ونسمعه في الغالب ان (بعض) العشائر( افرادها) وللاسف الشديد تمادت في طريقة انذار المخطيء او الذي سبب ضررا او عاهة بحق احد افرادها ومارسوا بعنف مفرط ( الدكة العشائرية) من خلال الرمي بكافة الاسلحة المتاحة وبث الرعب في نفوس افراد المجتمع حتى ولاتفه الاسباب، نحن لاننكر ان الجاني يجب ان ينال جزاءه العادل سواءآ كان قاصدآ بفعلته او غير قاصدآ، لكننا لسنا من يمثل القانون والمحكمة والدولة ، فالقانون حتما سيقتص من الجاني وهناك حق خاص لعائلة المتضرر وعام للمجتمع.

لابد للعشيرة ان تحافظ على مكانتها وتنال إحترام بقية العشائر من خلال ضبط سلوكيات أبنائها وافعالهم بكل حزم وصلابة، فعليها أن تحاسب المخطيء من ابنائها ، ولعل من اهم وأخطر هذه الافعال هي استغلال ابنائها للدعم العشائري ليتجرأ  للإعتداء على حقوق الآخرين وحرماتهم وممتلكاتهم،  مستهترآ بكل القيم الدينية والأخلاقية وبحرمة النفس البشرية التي حرم الله قتلها او الإعتداء عليها الا بالحق.

 ان غياب او تغييب دور الكبار والرموز العشائرية من الرجال الصالحين من أصحاب القيم والأخلاق الذين يخافون الله ولا يضرهم من خالفهم في قول كلمة الحق، الذين لا يقبلون الإساءة مهما صغر حجمها، وكان لهم الفضل، فيما تبقى لدينا من هذه القيم الصحيحة وظهور شخصيات ركيكة وغير واعية لخطورة دورها مدعية تمثيلها (كشيوخ) للعشيرة اسقط هيبة العشيرة وكان له الأثر البالغ  وهو السبب لما نراه في مجتمعنا من سلوكيات وأفعال جامحة ومشينة وغريبة على مجتمعاتنا ولا تنسجم مع قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا.

اننا أمام مسؤولية اخلاقية تتطلب ان يساهم فيها الجميع في محاربة هذه السلوكيات الشاذة ولا بد أن تعيد عشائرنا الموقرة بناء كيانها لكي تعود إلى ما كانت علية عبر تاريخها العريق والمشرف الذي كان صمام الأمان والحاضنة الاجتماعية

ولكي تعود منظومة القيم والأخلاق كما كانت علية والتي كانت هي هويتنا الوطنية التي حملها أجدادنا  وأبنائنا ونالوا بفضلها إحترام العالم بأسره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك