سامي جواد كاظم ||
ان الفراغ الفكري الذي تعيشه العلمانية جعل اصحابها يتخبطون وسط الكم الهائل من المبادئ والاحكام الشرعية للدين الاسلامي الحنيف ، والعلمانية حالها حال انجازات القوى الخفية التي تستهدف كل فكر نقي خالد لا تستطيع ان تهدمه فتعمل على تاسيس وابتداع هكذا افكار ومنظمات الغاية منها ظاهرا التطور وخدمة البشرية وباطنا هدم القيم بمعول الدسائس والكذب.
القران الكريم الذي له اعجازه الخاص وبكل المجالات وهذا مما جعله خالدا الى يوم الدين ونحن الذين يوميا نردد بعض سوره سواء في الصلاة او عند قراءته لا نستطيع الغور في معاني كلماته العميقة وعلل احكامه ونزوله، قد نعلم القلة ولكن لا نعلم الكل وللقران رجاله ومهما كانوا على درجة عالية من العلم تبقى هي الاقل عن المعصوم الذي سيظهر عجائب القران عند الظهور .
مهما يكن المستوى اللغوي لهذا الجيل لا يمكن ان يصل الى عشر بلاغة البسطاء ممن عاشوا عصر الدولة الاسلامية من حيث اللغة فصغيرهم وعجوزهم ونساؤهم ورجالهم يقولون بل يرتجلون الشعر بكلمات لا يستطيع ان يفهمها رجال العصر ، هؤلاء اي الذين عاصروا الدولة الاسلامية انبهروا بالقران لانهم يعلمون قيمة الكلمة العربية البلاغية وتنسيق جملها ، فمهما يكن رايكم ايها العلمانيين فانه هباء منثورا .
ففي الوقت الذي يشككون بالقران يستشهدون بالبخاري واخرهم ماكرون والمشكلة ليس بالبخاري فالرجل جمع الروايات والاحاديث في زمانه وفق ما يؤمن هو به من مبادئ ، المشكلة بالسلفية الذين منحوه تقديس فوق تقديس القران وجعلوه عدل القران فاصبح المستمسك والمعول الذي يعول عليه العلمانيون لانتقاد الاسلام ورموز الاسلام وها هو ماكرون يستشهد بالبخاري .ولو اطلعتم على منتديات العلمانيين ومجالسهم وقنواتهم على اليوتوب ستجدهم يضعون امامهم صحيحي البخاري ومسلم لينكلوا بالاسلام بينما لا يتجرا احد منهم قراءة نهج البلاغة ، السلفية الذين منحوا البخاري منزلة رفيعة فتحت الباب على مصراعيه للمنكلين بالاسلام ليكون شاهدهم على اساءاتهم لرموز الاسلام .
وانت يا علماني اذا كنت تعتقد بالبخاري فلم لا تلتزم ببقية الاحاديث لم تنتقي ما يروق لك لبث سمومك ، وانت تعلم ان كتاب المسلمين الاول هو القران وللقران مفسرون فعليك ان تقرا كل التفاسير قبل ان تتبجح بكلمات لا تفقه معانيها ، فقط مجرد تريد الاساءة للاسلام .
القران الكريم الذي عجز ممن هم اقوى لغة وبلاغة من مروجي التشكيك بالقران ياتي متطفل لايعلم بان المبتدا مرفوع والمفعول به منصوب ليتفلسف بتفسير القران بل وينتقد بعض الايات حتى يشبع رغباته الانتقامية من الاسلام .
احدهم يعتقد ان التكرار هو من سلبيات القران ولا يعلم ان حياته قائمة على التكرار في كل مجالاتها ، اذاعة ال بي بي سي يوميا تكرر اخبارها وتقاريرها وبرامجها على مدى اربع وعشرين ساعة ، والفضائيات التي تعرض برامجها تعيدها بعد يومين ، والكتب المطبوعة يتكرر طباعتها ، وهكذا .
القران نزل شفويا وليس تحريريا اي عند نزل اية او سورة يقراها النبي محمد صلى الله عليه واله على القوم فيحفظونها ويتفرقون ، ولربما يحدث حدث بعد نزول تلك الايات على المسلمين لم يكونوا حاضرين في النزول الاول فتاتي الايات تاكيدا لما سبق وتوضيحا لما حدث والتاكيد على اي قصة نبي تكون لغايات متعددة وجوانب اخرى .
يكفي القران انه بعد 1400 سنة لايزال حاضرا بين المسلمين وبقوة والى يوم الحساب ولا بديل له ولا تحريف فيه فان كتب او ادعى شخص هنا او هناك ومن اي مذهب فان هذا رايه والمسلمون اجمعوا على قران واحد ليس كما هو عند غيرهم من غير المسلمين ، ولان القران يصف حال الكفار والمشركين ونسختهم العصرية اليوم لذا يلجا اعداء الاسلام الى مركز قوة الاسلام وهو القران والنبي محمد وعترته عليهم السلام وصحبه النجباء حتى لا تقوض صورتهم امام الراي العام
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha