حسن المياح ||
( لا بد من ثورة تغيير شامل , ونهضة إصلاح كامل )
أخلاقية الهزيمة مرض نفسي خطير , وداء سلوكي وبيل , كبير الفتك , بالغ التأثير , سريع العدوى , كبير قابلية الإنتشار , واسع الإنتقال بين الناس .
هذا المرض له أسباب , وهذا الداء له دوافع .
من أسبابه ميوعة العقيدة وشلل الضمير وفقدان الإرادة وضعف الوجدان .
والدوافع تتمثل في حب الحياة الرخيصة المهانة , والبقاء بسلام بعيدآ عن المسؤولية وتجنبآ لما يتعرض له من أخطار , والقبول بالعيش في الحياة الدنيا على أي حال من الأحوال .
هذا المرض له آثار , وهذا الداء له نتائج .
من آثاره أنه يجعل الإنسان حيوانآ ذلولآ ذليلآ مربوطآ بقيود الذل , ومقيدآ بسلاسل الإستعباد , وأنه يعيش هزال الوجود الإنساني في أوطأ درجاته المتدنية الهابطة , ويعيش الخوف والقلق , ويعيش اللاإنتماء ويضيع منه الولاء , ويعيش اللاأمل واللاجدوى , مستقبله مظلم ووجود غير آمن , يعيش مهانآ بلا كرامة وإهتزازآ بلا إستقرار , همه إمتلاء بطنه حتى لو كان بإذلال وإستعباد , مقاد كالحيوان بلا رأي ولا تفكير حتى في أبسط الأمور الحياتية لأنه قبل ووافق على الإنقياد المذل والتبعية المهينة , وما الى ذلك من سفالات ومناقص وإذلالات .
من نتائجه خسران الآخرة التي هي دار الحياة الخالدة في النعيم المقيم الدائم , والركون الى العيش الدنيوي بين الشك والإضطراب , والصراع بين الشد النفسي والوساوس , وإنتزاع القيم الخلقية وإستبدالها بالسلوك المنحرف الهابط الرذيل , والتنقل بين الخور والضعف والجبن واللامسؤولية , وما الى ذلك من سفول وإنحدار , وهبوط الى الباطل من دون محاسبة النفس , ومن دون الإقلاع عن الشر والرذيلة وفعل الموبقات ..... ???
فالشعب الذي هذه أخلاقيته , هو شعب مائع هزيل , جبان رعديد , فاقد الحركة جامد هامل , متسكع هازل , بلا ضمير يردعه , أو وجدان يؤنبه , أو شعور ينهضه , أو إحساس يغير من وضع حاله الراكد الساكن المستعبد الذليل .
فكيف تكون حياة هكذا شعب , ومثل هذا الإنسان , وكأنه ورقة يابسة تتلاعب بها الرياح والنسائم الهابة , وتتداوله الأهواء والنزوات , تائه حيران , تقوده تطلعات الإستكبار والطغيان , وهو خاضع للظلم والإجرام , كالدابة الذليلة الجاهزة للركوب والإمتطاء , لا يملك من أمره ووجوده شيئآ ... ???
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha