قضية محيرة، تسترعي الانتباه وتدعو للتأمل طويلا فهي مؤشر خطير للانحراف السلوكي في مجتمعنا، ولانهيار علاقة لطالما كانت مضرب الأمثال في الحنان والعطف والبذل. بالأمس القريب اب يحرق أبناءه، وأم تقذف طفليها في خزان ماء.. واليوم امرأة تقذف بطفليها في نهر دجلة حوادث تبرز الانهيار الكامل للمنظومة الأسرية القائمة على التضحية والوفاء والإيثار! بعد أن اعتدنا على رؤية أبناء يقذفون بالوالدين في العراء مع حقائبهم، وبعد أن تشبعت مسامعنا بأخبار صراع أخوة لحد القتل! لذا ينبغي أن يقوم الباحثون في المراكز البحثية لاسيما علماء النفس والاجتماع بمهامهم لدراسة هذه الظاهرة من السلوك الإجرامي، الأسباب والمعاجات. فلا يمكن أن يكون هؤلاء اسوياء وأصحاء، فقد يعانون من خلل في قواهم العقلية أو النفسية، وقد يكونوا تحت تأثير هلوسات سمعية أو بصرية بدرجة خطيرة تتحكم بالمريض، وهنا يتحمل الأهل والزوج المسؤولية كاملة عن هذا الأفعال الشنيعة، بترك الأطفال بيد مصابين فضلا عن مسؤولية الأهل الأخلاقية بموافقتهم على تزويج الابنة المريضة! كما لا يمكن أن نغفل تأثير الجانب الاقتصادي، وفعله للذين يفقدون معيلهم، وهذا تتحمله الدولة التي بعدت عن توفير أسباب العيش الكريم ومتابعة الظواهر السلبية الناجمة عن ضعف الحالة الاقتصادية بسبب الطلاق أو غياب المعيل. وقد تكون هذه الظواهر المرفوضة عند العقلاء والشرائع السماوية والقوانين الوضعية انعكاسا للتداعيات التي يمر بها المجتمع، السياسية والأمنية على حد سواء. هذه الحالات تحتاج إلى وقفة مجتمعية، فالمسؤولية مشتركة لتجنب الوقائع المشابهة التي حدثت ولم تكشفها الكاميرا وظلت طي الكتمان أو المستقبلية التي قد تكون أدهى وأمر .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha