المقالات

عدم الانحياز ..!

1294 2020-10-19

   قاسم الغراوي||   يجب ان يكون رئيس الوزراء همه الوحيد هو أن يمضي بالعراق إلى بر الأمان خلال فترة ترأسه الحكومة  فخطته محصورة بفترة حكمه وهي اربع سنوات .  هل فشل السيد عادل عبد المهدي في ادارة الدولة ام هناك تدخلا خارجيآ او داخليآ اوظروفآ خارجة عن ارادته عرقلت تحقيق برنامجه الحكومي وتخطيطه للنهوض بالعراق؟  حينما تم الاتفاق بين الكتل السياسية على أن يكلف السيد عادل عبد المهدي لتشكيل حكومته كان يحمل معه احلامآ لرسم  خطة إستراتيجية لبناء العراق الذي دمرته السياسات السابقة والقصف الأمريكي والإرهاب ومحاصصة الأحزاب خلال الفترة السابقة.  عادل عبد المهدي رجل اقتصاد وله رؤية في بناء دولة يعتمد فيها على الاقتصاد باعتباره قوة ، والاستثمار في ظل الظروف والمتغيرات والأحداث الدولية  واعد خطتة لمدة خمسة عشر عاما يغير فيها وجه العراق ويحقق فيها أحلامه التي طالت.  الخطوة تبدأ من خلال بناء مدن صناعية وزراعية وإنشاء مدن سكنية جديدة وبناء مستشفيات وجامعات وتحويل العراق من بلد مستهلك إلى منتج عن طريق خطط مدروسة.  عادل عبد المهدي شكل وزارته واعطى لكل وزير الصلاحية الكاملة والشاملة بأجراء اي تحسين على الوزراة من دون الرجوع له.  وفي خطوة جريئة أراد أن يكون مصرف العراقي TBI هو بداية انطلاقه لان يكون المصرف استثماري لا استهلاكي من خلال عقود وضمانات يقدمها العراق إلى الدول الراغبة في الاستثمار.  بهذا المسار ابتعدت الحكومة عن هيمنة الإدارة الأمريكية وهذا يتعارض مع مصالحها في العراق وهي صاحبة السطوة لذا فان السفير الأمريكي كلف جميع الأطراف بأيصال رسالة واضحة لرئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي بان المصرف خط أحمر ولا يتم التعامل الا مع أمريكا في هذا الاستثمار واذا رفض لن يدخل اي دولار الى العراق بعد اليوم وسيكون هناك تجميد للدولار داخل العراق، وهذا تهديد واضح بل تدخل سافر ضد أول خطوة رسمها عبد المهدي للنهوض بالعراق .  عادل عبد المهدي بعد هذه الرسالة توجه للخطوة الثانية وهي انشاء (بنك نفطي) ليتخلص  من الهيمنة الأمريكية وضغط الدولار في التعاملات وكانت خطوة موفقة رغم اعتراض بعض السياسيين لاعتقادهم بأن عبد المهدي سيرهن النفط لعقود من الزمن الا انه عقد تفاهمات مع الصين لغرض الاستثمار والنهوض بالبنى التحتية لمحافظات العراق عموما  من دون وضع عقوبات او تجميد للدولار، وهذا الأمر  جعل من امريكا تتخذ موقفآ أكثر تشددا من السيد عادل عبد المهدي.  بعد انشاء بنك النفط ذهب عادل عبد المهدي لتوقيع اتفاقية الكهرباء مقابل النفط مع شركة سمينز الالمانية ليزداد الأمر تعقيدآ وسوءآ مع الإدارة الامريكية لتتدخل وتمنع ألمانيا من عقد الاتفاقية مع العراق.  لم يمسك السيد عادل عبد المهدي العصى من الوسط ليراعي مصالح امريكا في العراق من الاستثمار واتفاقيات تعاون في مجالات اخرى كما فعل السيد الكاظمي من بعده.  في العراق الضيوف الدبلوماسيين يتجولون دون ضوابط او بروتوكول او منهاج او موافقة حكومية لذا تجد أحدهم يلتقي مع شيوخ عشائر اوقادة كتل سياسية وقادة جيش و. و. والسفير الأمريكي واحد من هؤلاء يتجول بين القيادات الامنية العراقية في زيارات متواصلة.  ورغم صدور تعليمات بعدم التردد على اي سفارة من دون موافقة القائد العام للقوات المسلحة الا ان البعض من القيادات الامنية لم يلتزم بذلك مما اجبر عبد المهدي بأن ينقل عدة قيادات أمنية إلى إمرة وزارة الدفاع.  ومع مواقف عبد المهدي التي اغضبت الإدارة الامريكية  إضافة إلى التجاوزات بحق خريجي الدراسات العليا الذين يطالبون بالتعيين من قبل اوامر فردية من بعض الضباط رغم تبليغ عبد المهدي بعدم التعرض للمتظاهرين.  تم التحشيد ضد عبد المهدي ومنح الضوء الأخضر إلى صفحات وقنوات واعلاميين للدعوة إلى الخروج بمظاهرة ضد الحكومة نعم المظاهرات كانت تطالب بالحقوق المشروعة التي نادى بها الشباب وهي استحقاقهم في الحياة الحرة الكريمة ، لكننا اليوم نواجه مشكلة حيث انحرفت المظاهرات عن مسارها وبدأت تتجاوز على المرجعيات والقادة والشعائر والأحزاب والح.. ش.. د لذلك أصبحت ساحات التظاهر المتنفس الوحيد للشباب العاطلين عن العمل الذي لايملكون الأموال والمشردين والجوعى  ليسكنوا هذه الخيم وليكونوا مجاميع بمسميات مختلفة تحت شعار المطالبة بالحقوق.  لتبدأ صفحة جديدة من التصعيد عبر صفحات التواصل الاجتماعي من خلال مقاطعة الدوام وغلق الشوارع وحرق المقرات والسيطرات ليشتعل الشارع العراقي من الجنوب إلى الوسط.  عادل عبد المهدي امر قوات حفظ النظام بأستخدام القنابل المسيلة للدموع السلمية  لكن ماجرى وحسب تصريح وزير الدفاع هو تم تجهيز وزارة الدفاع بالقنابل الهجومية (المؤثرة) المسيلة للدموع لقوات حفظ النظام (دون أن يعرف او يفصح عن مصدرها)   مما أدى إلى سقوط الكثير من القتلى والجرحى خلال استخدام هذه القنابل وتطورت الأمور بعدها الى القنص من قبل جهات معروفة متنفذه تم تسميها بتصريحات من قبل قادة سياسيين لتزداد الأمور سوءآ وتعقيدآ.  لم يستطيع عادل عبد المهدي ان يقدم شيئا للشعب وازدادت النقمة عليه  وانشغلت حكومته بالتظاهرات رغم ماقدمه من تعيينات لهم حتى قدم استقالته امتثالاً لأوامر المرجعية.  لم يقبل عبد المهدي العمل  بسياسة أمريكا وتحذيراتها المستمرة له ودفع الثمن باستقالته وكان واضحا جدآ حتى باتهامة للطائرات الصهيونية بضربها لمقرات ال.. ح.. ش.. د وأراد ان يبني دولة بعيدا عن هيمنة امريكا حينما توجه للصين والمانيا ليخلق فرص العمل للعاطلين ويبني العراق من الشمال الى الجنوب.  دولآ كثيرة لاتريد للعراق ان يتعافى وينهض ، تريده ضعيفا ومريضا لايملك زمام امره وساعد على ذلك التناحر السياسي وغياب الخطاب الوطني والتقسيم الطائفي والمكوناتي للحكومة وتآمر بعض الشخصيات والأحزاب الضعيفة التي باعت ضميرها أمام حفنة الدولارات لتغرز خنجرآ اخر في جسد العراق وتزيد من طعناته وآلامه ولتذبح احلام العراقيين ويرتهن العراق  بيد أصحاب الصفحات والمرتزقة من الأحزاب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك