سامي جواد كاظم||
وكأن كربلاء اصبحت مسرحا للاحداث منذ واقعة الطف الى يومنا هذا ولو اجرينا مسحا تاريخيا لهذه المدينة لوجدناها اكثر مدن العالم تعرضا لثورات وانتفاضات وغوغائيات بدات من ثورة سليمان ابن صرد الخزاعي مرورا بالمختار وهكذا توالت الاحداث عليها ومنها هدم القبر الشريف واكملت الوهابية هجومها البشع على هذه المدينة وللعثمانيين دور في انتهاك حرمة المدينة نجيب باشا والانكليز وغيرهم ، وفي عصر الطاغية ازمة اغتيال نائبه ثم الانتفاضة وبعد سقوطه توالت الاحداث والاعتداءات من قبل جماعات معروفة الهوية سرا وعدم اعلانها خوفا وخجلا ، وعيبا عندما تبررون التستر .
واليوم في زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام لسنة 1442 حدثت اعمال شغب على غرار 2005 و2007 والعام الماضي في ركضة طويريج وغيرها من الحركات الفوضوية التي تمت معالجتها ، معروفة لدى اهالي كربلاء .
هذه الاعمال مخطط لها ومدروسة ولها غايات خبيثة بلا شك ، والاحداث الاخيرة حسب ما ذكرت المعلومات الامنية تعود لمجموعتين الاولى يقال للسيد الصرخي والثانية لشخص يدعي الربانية من اهالي ديالى لديه جامع في حي البلديات كان تعداد جماعته 700 رجل و250 امراة وحسب بيان الامن انهم حاولوا عدم الالتزام بالنظام وحدث ما حدث حتى تم السيطرة على الوضع ، ولكن الافلام التي عرضت تدل على اعمال يؤسف لها وتصرفات غير مسؤولة ولا تليق بزائر الحسين عليه السلام .
وهنا اسال عن عدة امور تخص كربلاء ، هذه المدينة التي اختلفت جذريا بعد السقوط من حيث السكان والعمران ، لا ابالغ ان قلت نصف الاحياء بلا اوراق رسمية والقانون في كربلاء يشترط على المشتري للعقار ان تكون بطاقة السكن كربلاء حتى يسلم سند التمليك ، فكيف اذا هي بستنة من غير اوراق تمليك وهنا اصبحت الاراضي الزراعية مباحة للجميع وكم من حسينية بنيت في كربلاء غير خاضعة للضوابط البلدية والقانونية ولا تستطيع الحكومة معالجتها ، وحتى الحسينيات الرسمية التي تبنى وفق مزاج المالك دون مراعاة مكان الحسينية وخريطة بناء الحسينية ومدى الفائدة من الحسينية ، وامر اعتاد عليه اهالي كربلاء المواكب تاخذ المدارس مقرا لها في الزيارة الاربعينية والمدارس شحيحة وبعضها غير نظامية والحسينيات العملاقة مغلقة طوال السنة لا يسمح باستخدامها لاي نشاط كان .
الجانب الاخر العدد الهائل للمواكب بالالاف ماهي شروط تاسيس موكب ؟ لا يوجد اي شروط بالمعنى الحقيقي ومسالة الكفيل وما الى ذلك فهذا اجراءات شكلية ، فالمواكب تارة تؤسس على نظام العشائر وتارة على نظام المهنة وتارة على نظام المناطق واية مجموعة، تستطيع ان تؤسس موكب ، وهذا بحد ذاته تخطيط غير سليم يؤدي الى ارباك .
على مستوى الافراد والافراط بالحرية والحذر من محاسبة الشواذ تحت ذريعة معاداة الامام الحسين عليه السلام هذه المعادلة الشاذة سمحت للطفيليات ان تعبث بالصورة الجميلة للملايين الزائرة في اعظم مسيرة في التاريخ ، والحجة دعوها عفوية حتى صارت هذه الطفيليات عبء على الزيارة وعلى كربلاء تحديدا
اما الحساسية المفرطة من بعض الجماعات باتجاه منتسبي العتبات او القوات الامنية وحتى قوات العتبات امر لا مبرر له ولكن الزيارة افضل حجة لافتعال الاصطدام معهم ومن ثم الاتهامات الكاذبة .
حسب رؤيتي الشخصية ان هنالك ثغرات في التنسيق بين كل الجهات المسؤولة عن تنظيم وامن الزيارة واهم ثغرة هي المحسوبية والاحراج والتشبث بشماعة الكل جاءت من اجل الحسين فيسمح لجماعات عابثة بالتوطن في كربلاء وقد تكون رؤيتي خاطئة مع الاعتذار
نبقى نلف وندور حول هوية الفاعلين ولا نسميهم بالاسماء ونبقى نخشى على العقيدة حتى اصبحت عرضة للانتهاك من هب ودب ، نفتخر بمعالجة الموقف وباسرع وقت ولكن لا نسال انفسنا لماذا لم نحتويها قبل حدوثها اين الاستخبارات ، ماهي الاجراءات للتنظيم المحبك حتى لا يتنفذ اية حشرة الى الزائرين فتلدغهم .
اخيرا بارك الله بالملايين الذين جاءوا سائرين الى الحسين بصدق نوايا وبارك الله بالجهود المبذولة من كل العاملين الخيرين خدميين ورجال امن ولكل الجهات على ما بذلوه من جهود رائعة لانجاح هذه الزيارة
واخيرا هل تعتقدون ان هذه الاحداث هي الخاتمة . نتمنى ذلك والامنية مصحوبة بشروط حتى تتحقق
https://telegram.me/buratha