المقالات

مؤامرة بدهاء وامتياز

1514 2020-10-04

 

قاسم الغراوي||

 

لطالما تابعت شخصية هنري كيسنجر وكتاباته المثيرة للجدل باعتباره مهندس السياسة الامريكية ولانه عاش عقودآ مع الادارات الامريكية المتعاقبة فهو منظر السياسة الخارجية الامريكية، وصانع قراراتها وغالبا ماتعتمد على دهاءه وذكاءه  في إستقراء الاوضاع ومصير الصراعات لما يدور في العالم عموما وفي الشرق الاوسط خصوصا.

فهو لايخفي اسباب احتلال امريكا للعراق المرتبط بإستراتيجية بعيدة المدى لما للعراق من أهمية روحية وتاريخية مؤثرة في المنطقة والعالم.

يقول هنري كيسنجر :

(أن هدفنا الحقيقي من الحرب على العراق عام 2003 هو سيطرتنا الروحية التاريخية على العراق نضمن سيطرتنا الفعلية على الشرق الاوسط كله، وبالتالي عموم العالم) .

ولان الغالبية غافلة او تنظر بسطحية عما يجري من مخططات في اروقة القرار الامريكي التي تتحكم في سير غالبية الأحداث في العالم من إثارة المشاكل والفتن والحروب فيها ، يبقى العراق على رأس أولويات الإدارة الأمريكية ولن تفرط به مهما افتعلت من أحداث ومواقف وتهديدات بالانسحاب من العراق.

ومما قاله هنري كيسنجر :

(ومن اكبر دلائل نجاحنا الكبير في التحكم بعقول العراقيين وباقي العالم، اننا اوهمناهم بأننا عازمون على ترك العراق بعد ان فشلت سياستنا به. وبين حين وآخر نجري مسرحية اعلامية عن انسحابات عسكرية خداعة) .

وغض النظر عن التصويت بالاغلبية في البرلمان بخروج القوات الامريكية وخروج تظاهرات تدعم هذا القرار وبالرغم من المفاوضات لعقد تفاهمات او اتفاقية بين العراق وامريكا أثناء زيارة السيد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لامريكا ولقاءه ترامب وتحديد سقف زمني لخروج هذه القوات من العراق ومع الزوبعة الاخيرة لقصف السفارة الامريكية بصورة متكررة ومارافقها من اتهامات وتهديدات امريكية،

الا ان التفكير بالامر من زاوية اخرى وبهدوء بعيدا عن الانفعال سيخبرنا هنري كيسنجر بصراحة ووضوح ليقول :

(اننا شيدنا في المنطقة الخضراء في بغداد اكبر واضخم واقوى سفارة في تاريخ البشرية. مساحتها 104 هكتارات وتعد أكبر بستة إضعاف من مجمع الأمم المتحدة في نيويورك، وبعشرة أضعاف من سفارتنا في بكين. كلفتها حوالي مليار دولار وتكلفة إدارتها السنوية مليار دولار. فيها 20 مبنى و1000 موظف، وهي تعتبر مدينة مستقلة حيث تضم السكن والاسواق وكل وسائل الترفيه ومولدات الطاقة والتنقية والتصفية، حتى يمكنها العيش مستقلة تماما لعدة اعوام !).

والسؤال يطرح نفسه :

كيف يصدق انسان بعد كل هذا ، أن امريكا شيدت مثل هذه السفارة الاسطورية في بلد تدعي بأنها في الطريق لمغادرته؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك