حسن المياح||
هذا هو النفاق الصريح الواضح المكشوف , وهذه هي السفالة التي تحدث عنها المرحوم الشيخ الدكتور أحمد الوائلي طيب الله ثراه , عن الذي يتاجر بالإسلام , ويتخذ منه وسيلة سلم صعود وإستحواذ وإثرة ذات باطلآ , وخصوصآ إذا كان معممآ , وخاصة إذا كانت عمامته سوداءآ , فإنها تسود وجهه يوم يقوم الحساب , بما عاش عليه من كذب وغش , ونفاق وغدر , وتمويه وخداع , وسلب ونهب , وأكل وثراء من المال السحت الحرام من حقوق الشعب العراقي المسلم المؤمن المستضعف المظلوم . وهو يعيش على الزعم الكاذب الغاش , والإدعاء المزيف الخادع , بأنه لا يملك شيئآ من مال أو عقار , وأنه لا موظف , ولا تاجر , ولا كاسب , ولا مزاول لعمل , وأنه مديون ولا قدرة له على سداده , وقد أعلن بعظمة لسانه كل هذا الذي ذكر , وهو الشاهد على نفسه بإقراره بعظمة لسانه طواعية من دون قهر , أو ضغط , أو إكراه , بل وهو يتحدى أن يثبت عليه أحد أنه عين أو حدد له دارآ بإسمه , أو عقارآ , أو فلة , أو شاليهة , أو قاعة , أو ...... , أو أو ..... , وهو ينافق سلوكآ وإمتلاكآ , وأنه يعيش الثراء الفاحش , وينام على فراش الدمقس والحرير , ويتزيا ثيابآ بأفخر أنواع الأقمشة , ويظهر واقعآ إرتداء الأزياء المواكبة والتي تفوق المودة والطراز والموديل الحديث المرصع اللامع في اللبس والإرتداء جدة وحداثة , وتطورآ وعرض أزياء , ويستقل أفخم أنواع المركبات التي أسعارها وأقيامها تفوق الخيال تقديرآ وقيمة , ويتنعم زادآ بأفضل أنواع وأصناف الطعام , ويستمتع بأجمل الفتيات زواجآ موقتآ بعقد باطل الذي يكون مهره من المال السحت الحرام , ويضطجع مسترخيآ إيموئيآ مائعآ ذائبآ لأداء لإتمام وطره من الجنس الحرام على فراش وثير حرير من مال حرام مسروق من ثروات الشعب العراقي , ويحتل أماكنآ ومواقعآ مغصوبة عديدة من دور , وقصور , وفيلات , وشاليهات , وقاعات , مشادة كلها من المال المسروق المنهوب من ثروات الشعب العراقي , ويعقم يديه في مشيته الى الزيارة راجلآ , إذا صافحة واحد من الناس , لأنه يتقذر فيتطهر ويتنظف عفافآ وإستعلاءآ , ويتطهر تعقيمآ من البكتريا والجراثيم التي تحملها أيدي من صافحه من الناس , تلافيآ وتجنبآ لعدوى مرض , أو وباء , أو نقل فقر , أو نحس , أو حسد , مما شخشاه من الناس المعدمين فقرآ وجوعآ وحرمانآ وإستضعافآ , ومما يشكه ويتوجسه بهوسه المجنون يبطن في دواخلهم من أمراض نفسية , وعاهات خلقية باطنية , من ضغينة أو كره أو حسد أو ما شاكل .
والإناء ينضح بما فيه , ولا يزيده كمية أو ينقصه .
هذه هي المتاجرة بعينها ~ وهذا هو النفاق بذاته وأوصافه وخصائصه ~ التي يعبر عنها الشيخ الدكتور الوائلي رحمه الله بأنه سفالة . وحقآ أنه سفالة , وسفه , ونفاق , وهبوط خلقي , وإنحراف عقيدي , وزوال إيمان حقيقي .
والعجيب أنه بالرغم من وضوحه وممارسته علنآ , فالأتباع الرعاع الهمج الأغبياء يصنمون ويوثنون تلك الشخصية ويقدسونها ويتكالبون في الدفاع عنها بكل ما يملكون من وسائل غباء هابط , وطرق جمود فكري وثني منحرف , وأساليب تصنيم جاهلي متراكم جاهل .
والقرآن الكريم الحكيم حافل بآيات كثار في سوره القرآنية الكريمة , تتحدث وتوضح وتشرح وتنذر عن الإتباع المنحرف للشخص , ويطلق عليه الوصف ( بالتابع والمتبوع , والمتبع والذي يتبع ) , ويقول :
إذ تبرأ الذين أتبعوا , من الذين إتبعوا , لما رأوا العذاب , وتقطعت بهم الأسباب .
ولا يفيد ندم , أو توبة , أو رجوع , يوم يقوم الحساب , إذ هناك حساب ولا عمل . وهم قد فوتوا الفرصة على أنفسهم في الحياة الدنيا , حيث لم ينفصلوا عنهم , ولم يتوبوا الى الله , ويندموا على ما عملوا من إنحراف وإشراك .
وهذه هي الصنمية التي تؤله البشر سواء كان قائدآ , أو زعيمآ , أو أمينآ عامآ لحزب أو تيار أو تجمع , وما الى ذلك من رموز ظالمة كالحة سافلة , وعناوين مجرمة هابطة منحدرة .
فالأتباع الهمج الرعاع لا يفكرون , لأن عقولهم تجمدت على التصنم وتحجرت على التوثن .
ولا يرعوون ... , لأن إراداتهم قد ماتت وسكنت ولا أمل من حراك فيها أو لها , وأنهم باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم السفلة المتصنمين آلهة لهم , وأوثانآ يعبدون .
والدنيا هي الفرصة الوحيدة من الإنفلات من الصنمية البشرية والوثنية الإنسانية الشخصية التي تدعي المسؤولية والتحكم والحاكمية , فمن لم يغتنمها , ويصحح إعتقاده , ويستقيم إيمانه , بتوبة خالصة واعية نصوح , فهو مشرك كافر لا محالة , ومصيره الى النار الجحيم , بسبب ما تصنم الى بشر , وتوثن الى مسؤول .
والأصنام كثيرة متكثرة بعدد رؤوساء وأمناء وقادة الأحزاب والتيارات والتجمعات والحركات , والأكثر منهم أتباعهم الغوغاء الغاوون المغويون حماقة وإنبهارآ وإشراكآ وكفرآ , في الإتباع والتقليد والتقديس .
والأوثان كثرة كاثرة بعدد الأصنام المتصنمة , والوظائف والمناصب المزحوف اليها تشبثآ , والدولار والدينار الذي بريقه يعبد ويسجد له , والمرأة الحسناء في منبت السوء ذات العقد الباطل الذي مهرها من مال النهب والسرقة والإستحواذ الظالم والسحت الحرام , والتي اليها تقدم فروض الطاعة من تكبير وتسبيح , وتحميد وتهليل , وركوع وسجود , من أجل التمتع بفرجها ودبرها , ومداعبة أعضاء الجمال والمتعة والتهييج الجنسي من جسدها الوضيع الرذيل السفيل شرفآ وكرامة , وطهارة موقع وخصوص مكان .....?
فأين تذهبون يا أتباع مصنمين مؤلهين موثنين ( بفتح الصاد , واللام , والثاء ) , ويا متبعين أصنام آلهة تعبدون صنمآ وتؤلهون وثنآ , يوم يقوم الحساب , بين يدي جبار السموات والأرضين , والأكوان والخلق أجمعين , الذي لا تخفى عليه خافية , ولا تمر عليه كذبة , ولا يخلص منه إدعاء , ولا يقبل عذرآ ولا توبة , لأنه هناك حساب ولا عمل , ولا يعذركم عنده هناك تنصل , أو نكران , أو إفتراق .
فتوبوا الى بارئكم الله سبحانه وتعالى , الإله الواحد الأحد الآن في الحياة الدنيا , وأندموا على تصنمكم للأشخاص , وتوثنكم اليهم والى كل شيء , مما هو متاع في الحياة الدنيا ليس إلا .
وإذهبوا الى ربكم أصفياء أنقياء بقلب مؤمن سليم .
والحمد لله رب العالمين .