المقالات

الفتن والازمات

1370 2020-09-30

   قاسم الغراوي||   "وظيفتنا أدارة الأزمات وليس حلها...وسياسة الفوضى الخلاقة ستعم العالم"                                                                                                                          هنري كيسنجر   الأمريكان يستخدمون ذات الأسلوب والدهاء في كل مرة لمحاولة فرض وجودهم كامر واقع بطريقة خلق أزمات وافتعالها فهم يعملون على خلق فتنة...ثم أزمة...بعدها يقدمون أنفسهم كطرف ثالث لايمكن الاستغناء عنه لأدارة الأزمة وليس لحلها! والمتابع للازمات والفتن التي عصفت بالشعب العراقي بدءآ بالقاعدة وداعش يجد ان اصابعآ خفية وبصمة واضحة للامريكان في تحريك الاحداث وفي إشعال الفتن والكراهية والحروب وعدم الاستقرار والاهداف واضحة حيث ترتبط بالمصالح الاستراتيجية لامريكا  والتهديد القومي كما تدعي لها في المنطقة. الغريب في الامر ان هذا الأسلوب (الخدعة) ينطلي على الغالبية من العراقيين في كل مرة وللاسف ويتخوف البعض مستسلمآ مقدمآ دون أن يعي حجم هذه المؤامرات.  مثلاً الحديث عن حرب شيعية-شيعية في الجنوب روج لها الكثير وتناولها الكثير كالببغاوات وكأنهم يحاولون ترسيخ وتجسيد هذه الفكرة من خلال التضخيم الاعلامي المدفوع الثمن تعززه أحداث مقصودة لتعطي انطباعا بأن شرارة هذه الحرب قد بدأت.  نعم الأحداث مخطط لها أن تكون والحرق مقصود والقتل والاغتيالات مدفوعة الثمن  كل ذلك يجري بتخطيط وادوات تتحرك بايعاز واشارات وتوقيتات وبالتالي فإن الأحداث تبدو واقعية نعم وهي مرسومة باتقان كما حصل في الحراك الشعبي قبل عام من خلال التصفيات والحرق والمواجهات مع القوات الامنية المنزوعة السلاح.  إذا استعرضنا الامس القريب وتابعنا الأحداث والازمات التي عصفت بالعراق ستجد ان الأحداث ما ان تخمد حتى يتحرك حدثا اخر وجميعها تهدد وجود العراق  كدولة وتسقط من هيبة الدولة كمؤسسات وامن وقوانين وسلطات لذا كان ولازال العراق ضعيفا بالحكومات المتعاقبة لايقوى على إدارة أزمة واحدة ممن تعصف به دون أن يدفع الثمن غاليا وتبقى امريكا تتدخل لتتصدر المشهد لإدارة الأزمات دون حلها وتعقد الأمور دون فك رموزها.  فمرة تتهم الحشد الشعبي وتقصف مقراته ومرة تتهم شخصيات وطنية وتهدد بتصفيتها ومرة اخرى تتهم الحكومة بالتقصير في حماية سفارتها ومرة اخرى تهدد إيران لتدخلها.  هناك تخبط واضح في السياسة الامريكية داخل العراق وآخرها محاولة تشوية وجر الحشد لمواجهات داخلية وربما لغرض استهدافه لاعتقادها (ظلما) بأنه يستهدف السفارة الأمريكية والبعثات الأجنبية بحجة وجود سلاح منفلت، نحن مع فرض هيبة الدولة والقانون وتقوية الدولة في بسط سيطرتها لحماية المواطنين وانتزاع السلاح من العصابات والجريمة المنظمة والذين يقتلون الشعب.  الفوضى الامريكية وخلق الأزمات في العالم والعراق خاصة لاتنتهي مادام الشعب رافضآ لوجودها ومادام مصرآ على خروجها كمطلب شعبي وبرلماني تم التصويت عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك