متابعة قاسم آل ماضي||
رئيس وزراء ايران محمد مصدق رفض سياسة شاه ايران وقرر تأميم نفط ايران الذي كانت تحتكره الشركات البريطانية ( شركة النفط الانكلو-ايرانية والتي سميت فيما بعد شركة بريتيش بتروليوم ) .
حاولت بريطانيا بكل ما اوتيت من حيل وقوة ثني مصدق عن التأميم فأضطر الاخير ان يعرض عليهم نسبة ٢٥٪من النفط والباقي للشعب الايراني بعد ان كانت تحتكره بريطانيا وتعطي منه بنسبة ١٦٪ فقط للشاه !!
ولكن بريطانيا رفضت عرض مصدق وتوجهت للامريكان تطلب العون والمشاركة في ما بينهم لنفط ايران الذي كان يغطي ٤٠٪من حاجة السوق النفطي في اوربا .
قبلت امريكا العرض البريطاني وباشرت السي اي اي بما يعرف بعملية اجاكس ..
أرسلت الولايات المتحدة ضابط المخابرات كيرميت روزفلت، وهو حفيد الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت، لقيادة عملية الانقلاب على مصدق التي سميت بالعملية أجاكس Operation Ajax.
دخل روزفلت إيران سرًا تحت اسم مستعار (وات بريدج)، وعندما وصل روزفلت إلى طهران كان أول مهمة قام بها هي مقابلة الشاه لمناقشة تفاصيل العملية أجاكس.
"أنشأت المخابرات المركزية الأمريكية شبكة قوية من العلاقات في إيران، احتوت هذه الشبكة على أكثر من مائة عميل وميزانية سنوية تتجاوز المليون دولار، ثم طلبت الإدارة الأمريكية من المخابرات أن توظف هذه الشبكة من أجل تدبير عملية انقلاب على رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق"
( كانت هذه الكلمات من كتاب (كل رجال الشاه) لستيفن كينزر ). استخدمت ال CIA أسلوب الرشوة لشراء ولاءات معلقي الأخبار، والصحفيين، وبعض رجال الدين والسياسيين، ورجال العسكروالكثير من شقاوات طهران .
وقدمت ال CIA لهم عشرات الآلاف من الدولارات شهريًا، لدرجة أن بعض التقديرات تقول أن إجمال ما تم إنفاقه من أجل إسقاط مصدق يصل إلى 19 مليون دولار .
وفي إحدى لقاءات روزفلت مع الشاه للتخطيط للانقلاب، أخبره روزفلت بأنه يملك تحت يديه "العديد من المتخصصين والمنظمين لتوزيع المنشورات، أو لتنظيم العصابات، أو لتتبع المعارضة،
قل ما شئت: أنا أملكه".
ثم شرح للشاه خطة الانقلاب فقال له: "تشمل العملية أجاكس أربعة خطوط من الهجوم.
أولًا: إدارة حملة إعلامية منظمة وبروباجندا متواصلة ضد مصدق في المساجد والصحافة والشوارع لتحجيم شعبية مصدق.
ثانيًا: ستتحكم العصابات في الشوارع لإثارة الشغب والاضطرابات.
ثالثاً: سيسلم الضباط العسكريون البيانات الملكية إلى مصدق لإزاحته من السلطة.
رابعًا: توفير بديل لمصدق وهو الجنرال زاهيدي الذي سيرقيه الشاه إلى مرتبة رئيس الوزراء .
فشل الانقلاب عام ١٩٥٣وهرب الشاه الى بغداد وتهيأ "كيرمت روزفلت " للهرب ايضاًولكنه قرر القيام بمحاولة اخيرة وهي :استئجار شقاوات ومجرمين بأعداد كبيرة مقابل ٥٠ دولار للفرد الواحد لحرق المحلات التجارية وسرقة محتوياتها وتمزيق صور الشاه وحرقها والهتاف بحياة مصدق وازعاج الناس وطعن بعض المارة بالسكاكين واطلاق النار بشكل عشوائي.
ثم اوعز بعد فترة لمرتزقته
وبنفس السعر ٥٠ دولار للفرد بتنظيم مظاهرات مؤيدة للشاه في قمة التهذيب والانضباط لا تحرق ولا تعتدي على احد على ان تبدأبحفلات غناء ورقص في الشوارع وعروض استعراضية من الرياضيين والمصارعين والبهلوانات بالإضافة إلى عروض للالعاب السحرية للمشعوذين والمهرجين .كل ذلك من أجل جذب المارة
ثم أُزيلت الاحتفالات الكرنفاليةورُفعت شعارات تأييد الشاهوبدأت العصابات في الهتاف باسم الشاه !فأنضم اليها الناس بالالاف وهاجمو بيت مصدق فأضطر للهرب ومن ثم سلم نفسه وتمت محاكمته بجريمة الخيانة العظمى !!
ـــــ
https://telegram.me/buratha