العلاقات بدأت مع بداية حياة الانسان على الأرض وهي علاقات نشأت فيما بين الفرد وأسرته ومجتمعه ومحيطه ثم اتسعت دائرتها لتشمل العلاقة بين دائرة وأخرى ،أو بين مجموعة في دائرة معينة، أو بين المنظمة والمجتمع أو فيما بين دولة واخرى وهكذا . لقد تم صياغة عشرات التعريفات لمفهوم ( العلاقات العامة ) لكننا آثرنا أن ننتقي واحدا من تلك التعاريف يؤدي إلى تكوين صورة وفهم عن المعنى المراد من ( العلاقات العامة ) حيث تم تعريفها بانها : (وظيفة مهمة تعمل على توثيق العلاقة مع الجمهور لخلق صورة طيبة في أذهانهم. ان العلاقات العامة هي النافذة التي تطل من خلالها المؤسسة على جمهورها ، وتطل الجماهير من خلالها على المؤسسة بهدف التواصل). نعم أنها حلقة الوصل بين الناس والمؤسسة أو المنظمة . ان كثير من المصاديق تدخل في ضمن مسؤولية دائرة العلاقات العامة مثل شؤون الإعلام والاعلان والتواصل الاجتماعي ، وقسم التشريفات ، وايضا (إدارة الأزمات والذي يعتبر حاليا قسم مستقل ) ، وحتى الناطق الرسمي يدخل في ضمن نطاق دائرة العلاقات العامة وغير ذلك . ان العلاقات العامة ليست هي الإعلام كما يتصور البعض ،ولايغني وجود دائرة إعلامية عنها ، أنها تنسيق ، واستعلام سليم ،وبناء شبكة علاقات طيبة . ان مهمة ( العلاقات العامة ) حساسة جدا سواء في البيئة الداخلية للمنظمة والمؤسسة وتنسيق علاقاتها ، أو في البيئة الخارجية حيث ان عليها مهمة إقناع الجمهور بخدماتها وتحسين صورة المنظمة أو المؤسسة . ان تحسين صورة المؤسسة من قبل ( العلاقات العامة )لابد أن يبنى على حقائق ومصاديق، وليس على تزييف للحقائق أو تقديم أوهام ، وكلما وجدت المصاديق والحقائق وبنيت الأفكار والخطط على الصدق والوضوح؛ كلما كان ذلك ادعى إلى تأسيس الثقة بين المؤسسة أو المنظمة وجمهورها وبالتالي تسهل عملية إقناع الجمهور . هناك أشياء تخرج عن عهدة ( العلاقات العامة ) حيث إن الممارسات الإدارية السيئة تقيد عمل العلاقات العامة، ولا يمكن أن تقوم بحماية تلك الممارسات أو تحسينها أمام الناس ،بل يمكنها أن تواجه المشكلة او حلحلتها، وان تكون عين إصلاحية لعمل المؤسسة . ان هناك مهام أخرى تتولى العلاقات العامة مسؤوليتها مثل استطلاعها لآراء الرأي العام وقياس نبضه عن صورة المؤسسة أو الدائرة وخدماتها . ربما شاهد بعضنا ان سمعة وزارة أو مؤسسة معينة قد تم تناولها من غير المطلعين بشكل سلبي ، وقد انزلوها بألسنتهم الى الدرك الاسفل من الفساد ، وهنا يأتي دور العلاقات العامة في بيان الصورة الواقعية ، لكن اظن ان دائرة العلاقات لم تأخذ موقعها في بناء أو تقديم صورة إيجابية عن العمل داخل تلك المنظمة أو المؤسسة وقد قيل ( ان المنظمة التي ليس فيها دائرة [علاقات عامة] قد تنجح بنسبة ضئيلة ١٠% ، أما المؤسسة التي فيها إدارة علاقات عامة فهي تنجح بنسبة عالية ) . نعم تنجح بشرطها وشروطها ،ومن شروطها ان يتولى مسؤوليتها من له تخصص في العلاقات العامة أو يمتلك المهارات والمواصفات اللازمة في أداء المسؤولية . على كل حال اتمنى ان لا تكتفي هذه ( دائرة العلاقات العامة ) بمسؤولية تقليدية ضيقة تقتصر على إطلاق إعلان أو إقامة مهرجان ،أو استقبال الوفود والشخصيات، وإنما عليها ان تضطلع بمسؤولية إيصال رسالتها إلى الجمهور وبناء علاقات داخلية سليمة وسمعة طيبة عند الناس وما الى ذلك .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha